أمّ الرحمة الإلهية

أيقونة أمّ الرحمة العجائبية في فيلنيوس

أيقونة السيدة العذراء أمّ الرحمة في كنيسة بوّابة الفجر رُسمت في فيلنيوس في الفترة بين 1620-1630. وعلى الرغم من البحث والتحقيقات الكثيرة، لم تُعرف هويّة الرسّام الذي بقي مجهولاً.

ما السبب وراء تسمية كنيسة بوّابة الفجر بهذا الأسم؟

في القرن السادس بُنيت أسوار تحيط بمدينة فيلنيوس لتحميها من الأعداء والغزاة. عند نقطة الضعف التي ظهرت في السور تمّ وضع صورة السيّدة العذراء على جدار السور لحمايته. سجّل تاريخ فيلنيوس أنّ هذا القسم من السور لم يصبه أذى على الرغم من الحروب والمعارك العديدة التي حدثت بالقرب منه. أصبحت أمّ الرحمة مشهورة بقوّتها العجائبية الخارقة، ويوجد سجلّات تعود الى تاريخ طويل، تحتوي على شهادات الناس الذين أعلنوا عن شفاءات حصلت عند الصلاة أمام أيقونة أمّ الرحمة .

حجم الأيقونة 165\200 سم وهي لوحة زيتية من خشب السنديان مغطّى بطبقة كلسية رقيقة. التيجان المزدوجة والثوب الفضّي المطلي بالذهب أضيف على اللوحة في القرنين ال17 و18. هناك سمة مميّزة للوحة وهو تقدمة على شكل هلال إيفاءاً لنذر، وُضع في أسفل اللوحة عام 1849. اللوحات الفضّية التي تغطي جدران الكنيسة حيث يتم عرض لوحة أمّ الرحمةّ، هي أيضاً تقادم من المؤمنين وفاءاً عن نذورهم وعربون امتنانهم للنعم التي حصلوا عليها بشفاعة مريم العذراء أمّ الرحمة. يُقدّر عدد هذه اللوحات الفضيّة التي تبرّع بها المؤمنين بحوالي 8000 لوحة. من ضمنها لوحة فضّية بعث بها القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني، الذي قام بزيارة المعبد عام 1993، وصلّى الوردية أمام الأيقونة. واعترف للشعب هناك أنه كان يريد دائماً زيارة هذا المعبد.

تتويج أمّ الرحمة

في عام 1773، منح البابا كليمنت السادس عشر غفرانا لأخوية حراسة العذراء القديسة بوّابة الفجر في فيلنيوس. بموجب مرسوم بابوي في عام 1927 أعطِيت أيقونة السيّدة العذراء في كنيسة بوّابة الفجر أسم “أمّ الرحمة”، وتُوّجت بتيجان بابوية. حفل التتويج اصبح عيداً وطنياً ودينياً هاماً. هذه التيجان فُقِدت أثناء الحرب العالمية الثانية.

خلال الحرب العامية الثانية بموجب قرار صدر عن رئيس أساقفة فيلنيوس روموالد جالبزيكوفسكي، تُرِكت أيقونة أمّ الرحمة مع المؤمنين في كنيسة بوّابة الفجر. بعد الحرب، حينما تمّ ضم فيلنيوس للإتّاد السوفياتي وأُغلِقت معظم الكنائس في ليتوانيا، بقيت كنيسة بوّابة الفجر مفتوحة.

في كنيسة بوابة الفجر، يصلّي أهالي فيلنيوس منذ أجيال من أجل الحصول على نعم لهم ولعائلتهم من خلال شفاعة أمّ الله. وهناك عدد كبير من النُسخ المطابقة للصورة الأصلية في الكثير من الكنائس حول العالم، منها بازيليك القديسين بطرس وبولس حيث توجد نسخة للوحة في كابيلا البازيليك.

لكن أحد أهمّ الأسباب لشهرة أيقونة أمّ الرحمة هي أن اللوحة دبّت فيها الحياة أثناء تواجد القديسة فوستينا في الكنيسة حيث تحدّثت اليها العذراء وشجّعتها على أن تستمرّ في تحقيق مشيئة ابنها المقدّسة. في عام 1935، كُرّمت لوحة يسوع الرحيم (الرحمة الإلهية) ووُضعت بجانب أيقونة أمّ الرحمة في كنيسة بوّابة الفجر التي أصبحت الكنيسة الأولى التي عُرضت فيها لوحة الرحمة الإلهية وأيضاً المكان الذي احتُفل فيه للمرّة الأولى بعيد الرحمة الإلهية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق