الدفتر الأول

8- (31-28) يسوع يختبر طاعة فوستينا ويكشف لها في رؤيا أن الكنيسة ستُعلن قداستها

28– قال لي يسوع مرة: «إذهبي إلى الأم الرئيسة [ربما الأم رافائيل] واطلبي إليها الإذن أن تلبسي مسحاً من الشعر لمدة سبعة أيام، وعليك، مره كل ليلة، أن تنهضي وتأتي إلى الكنيسة». فقلت «نعم»، ولكن وجدت شيئاً من الصعوبة أن أذهب عند الأم الرئيسة. وفي المساء سألني يسوع: «إلى متى تؤجّلين طلبي». فقررت أن أخبر الأم الرئيسة في أول مرّة أراها. قبل الظهر من اليوم التالي، رأتني الأم الرئيسة ذاهبة إلى المائدة ثم إلى المطبخ. كانت المائدة قريبة من غرفة الاخت ألوزيا Aloysia الصغيرة، فسألتُ الأم الرئيسة أن تأتي إلى غرفة الأخت ألوزيا واخبرتها برغبة الرب يسوع. أجابت الأم :«لن أسمح أبداً أن تلبسي مسحاً. ولو اعطاك الرب يسوع قوّة جبّار، لن أسمح لك بهذه الإماتات».

فأعتذرت من الأم لإضاعة وقتها وتركتُ الغرفة. رأيت في ذلك الحين يسوع واقفاً على باب المطبخ وقلت له «تأمرني أن أقوم بهذه الإماتات، ولكن لن تسمح لي الأم الرئيسة بذلك»، أجاب يسوع: «كنت هنا طيلة حديثك مع الأم الرئيسة وأطّلعت على كل شيء. لم أطلب إماتة منكِ ولكن طاعة. إنك تمجّدينني بالطاعة وتكسبين أجراً لك».

29– قالت لي إحدى الأمهات [ربما الأم جين] لما علمتْ إنني باتحاد وثيق مع الرب يسوع. «إنك تخدعين نفسك» وأضافت: «إن الرب يسوع يتّحد فقط مع القديسين بهذا الشكل وليس مع النفوس الخاطئة مثلك، أيتها الراهبة» شعرت بعد ذلك وكأنني فقدتُ ثقتي بيسوع. واثناء أحد أحاديثي الصباحية معه قلت له: «أما أنت وهم؟» أجابني يسوع: «محبّتي لا تخيّب أحداً».

30- كنت أتأمّل مرّة في الثالوث الأقدس، في جوهر الله. أردت دون تراجع أن أفهم الله وأسبر من هو… وفجأة قبض على روحي شيء وكأنه من العالم الآخر، رأيت نوراً لا يمكن الوصول إليه وفيه ما يشبه ثلاثة ينابيع من النور لم أستطع فهمها. وخرجتْ من هذا النور كلمات تشبه البرق لفّ السماء والأرض. كنت جدّ حزينة لأنني لم أفهم شيئاً من ذلك.

وفجأة ظهر في غمْر هذا النور الفائض مخلّصنا الحبيب بجمال فائق مع جروحاته المضيئة. وصعد من النور صوت يقول: «هو الله في جوهره فلا أحد يسبر عمقه، لا عقل يستطيع إلى ذلك سبيلاً». وقال يسوع: «حاولي أن تفهمي الله بالتأمل في صفاته». وبعد قليل رسم إشارة الصليب بيده واختفى.

31– رأيت مرة جمهوراً غفيراً في كنيستنا، وامامها وفي الشارع لأنه لم يعد من متّسع لهم. كانت الكنيسة في زينه عيد، وكان قرب المذبح عدد كبير من الكهنة ومن راهباتنا ومن راهبات جمعيات أخرى. كان الجميع بانتظار شخص ليصعد إلى المذبح. سمعت فجأة صوتاً يقول أن عليّ أنا أن أصعد إلى المذبح. وما أن تركت الممشى لاجتاز الساحة وأدخل إلى الكنيسة، تابعةً الصوت الذي كان يناديني، حتى بدأ الشعب يرشقني بكل ما طالت يدُه. ولكن من تراب وحجارة ورمل ومكانس، ممّا جعلني أتردّد في متابعة سيري. ولكن الصوت تابع نداءه بمزيد من الإلحاح، فتقدّمتُ بشجاعة.

ولمّا دخلت الكنيسة بدأ الرؤساء والأخوات والطلاب يرمونني بكل ما استطاعوا رميه. هكذا شئت أم أبيت، صعدت بسرعة إلى المذبح. وما إن وصلت حتى رفع الشعب ذاته يدَيه وكذلك الطلاب والأخوات والرؤساء وأهلي، طالبين منّي النِعَم. لكنني لم أحقد على أحد منهم وقد رموني بشتى أنواع الأشياء، ودهشت لمّا شعرت بمحبة خاصّة لهؤلاء الأشخاص بالذات الذين أجبروني أن أذهب بسرعة إلى المكان الذي عُيّن لي. وشعرت بالوقت نفسه بفرح لا يوصف يملأ نفسي. وسمعتُ هذه الكلمات «اصنعي ما تريدين عمله، وزعي النِعَم كما تشائين ولمن تشائين ومتى تشائين. ثم اختفت الرؤية فجأة».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق