الدفتر الأول

59- أيتها القربانة المقدّسة – صلاة القديسة فوستينا من أجل الخطأة المساكين

 1935-1934 ليلة رأس السنة.

355- سُمِحَ لي أن لا أذهب إلى النوم بل بالأحرى أن أصلّي في الكنيسة، طلبتْ إليّ إحدى الراهبات أن أقدم ساعة سجود لأجلها… قبلت طلبها وصليت طيلة ساعة لأجلها، أفهمني الله خلالها كم كانت تلك النفس مرضية لله. قدّمت الساعة الثانية من العبادة على نية ارتداد الخطأة، لاسيّما حاولت أن أكفّر لله عن الإهانات التي وُجِّهَت إليه في الوقت الحاضر. فكم كانت فظيعة إهانة الله.
قدّمت الساعة الثالثة على نية مرشدي الروحي وسألت له بحرارة النور حول موضوع خاص.
أخيرًا دقّت الساعة الثانية عشر ليلًا آخر ساعة من السنة: أنهيتها باسم الثالوث الأقدس. وبدأتُ كذلك الساعة الأولى من السنة الجديدة باسم الثالوث الأقدس. طلبتُ إلى كل واحد من أقانيم الثلاثة أن يباركني- ونظرت إلى السنة الجديدة بثقة كبيرة التي سوف لا تعفيني من الألم.

356- أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن رحمة الله اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن جسد ودم الرب يسوع عربون الرحمة اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها القربانة المقدّسة التي تتضمن الحياة الأبدية والرحمة اللامتناهية تُغدق بغزارة علينا وعلى الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدسة التي تتضمن رحمة الآب والإبن والروح القدس، نحونا ولا سيّما نحو الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمن ثمن الرحمة اللامتناهية لتعوّض عن ديوننا ولا سيّما عن ديون الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن نبع الماء الحي ينساب من الرحمة الإلهية علينا ولا سيّما على الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن نار أطهر حب تتأجج من احشاء الآب الأزليّ، ومن لجّة رحمته اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدسة التي تتضمّن دواء لكل أسقامنا يتدفّق من الرحمة الإلهية، كما من نبع، لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن الاتّحاد بين الله وبيننا من خلال رحمته اللامتناهية لنا ولا سيّما للخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة التي تتضمّن كل شعور قلب يسوع الطاهر، نحونا ولا نحو الخطأة المساكين.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في كل آلامنا وعثرات الحياة.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في وسط الظلمة والعواصف في الداخل والخارج.
أيتها البرشانة المقدّسة ورجاؤنا الوحيد في الحياة وفي ساعات الممات.
أيتها البرشانة رجاؤنا الوحيد في عثرات وفي طوفان اليأس.
أيتها البرشانة رجاؤنا الوحيد في وسط الأكاذيب والخيانات.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد وفي وسط الظلمة والإلحاد الذي يغمر الأرض.
ايتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في التلهُّف والألم حيث لا يفهمنا أحدٌ.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في الكدّ وفي رتابة الحياة اليومية.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد وفي وسط انهيار آمالنا ومساعينا.
أيتها البرشانة المقدّسة رجاؤنا الوحيد في وسط قوى الجحيم والتدمير على يد الأعداء.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تتعدّى الأحمال قوتي ولا أجد نتيجة لجهودي.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تقذف العواصف بقلبي وتميل روحي الخائفة نحو اليأس.
أيتها البرشانة المقدّسة إنني أثق بك عندما يوشك قلبي أن ينهار ويرطّب عرق الموت…حاجبيّ.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما يتآمر كل شيء عليّ واليأس الحالك يتسلل إلى نفسي.
أيتها البرشانة المقدسة، أثق بك عندما يبدأ نور عيني أن يخفتُ عن كلّ الأشياء الزمنية وعندما، لأول مرة، تنظر نفسي إلى عوالم مجهولة.
أيتهل البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما تفوق مهمّاتي قوّتي وتصبح الشدائد من نصيبي اليومي.
أيتها البرشانة المقدّسة، إنني أثق بك عندما تبدو لي ممارسة الفضيلة صعبة ويزداد مزاجي تمرُّدًا.
أيتها البرشانة المقدسة، أثق بك عندما تستهدفني الضربات.
أيتها البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما يسيء الآخرون حكمهم على جهودي وأعمالي المضنية.
أيتها البرشانة المقدّسة، أثق بك عندما ما تدوّي أحكامهم عليّ، آنذاك سأثق ببحر رحمتك

357- + أيها الثالوث الأقدس الكلّي قدسه، إنني أثق برحمتك اللامتناهية فالله هو أبي، لذا، وأنا طفلته، يحقّ لي كل مطلب من قلبه الإلهي. وتزداد ثقتنا كمالًا بقدر ما تتكثّف الظلمة.

358- إنني لا أفهم كيف يمكن أن لا نثق به. هو القادر على كل شيء. معه نستطيع كل شيء وبدونه لا شيء. هو الرب فلن يسمح أن يخزي كل الذين وضعوا ثقتهم فيه.

 10 شباط 1953. + يوم الخميس.

359-في المساء، وقت زياح القربان، وبدأتْ هذه الأفكار تزعجني: أليسَ كل ما أقوله عن رحمة الله العظيمة هو ربّما مجرد كذب وأوهام؟ أردتُ أن أفكّر بذلك قليلًا فسمعت صوتًا قويًا وواضحًا في داخلي ويقول لي: «كل ما تقولينه عن صلاحي هو صحيح. فما للغة تعابير ملائمة لمديح صلاحي». كانت هذه الكلمات مليئة بالقوة والوضوح مما يدفعني أن أعلن، ولو كلّفني ذلك حياتي، إنها آتية من لدن الله. يثبتُ ذلك السلام العميق الذي رافقها آنذاك وأستقرّ فيّ. هذا السلام أعطاني من القوّة والمقدرة الكبيرتين ممّا جعل كل الصعوبات والشدائد والآلام حتى الموت وكأنّها لا شيء. هذا النور جعلني أستشفّ الحقيقة أن كلّ جهودي لأعيد النفوس إلى معرفة رحمة الري، تحسنُ كثيرًا لدى الله. وتدفّق من جراء ذلك فرح كبير في نفسي، ولا أعرف إن كان في السماح فرح أكبر منه.
آه! لو شاءت النفوس، أن تسمع فقط، ولو قليلًا، إلى صوت الضمير وصوت الروح القدس: إي إلهاماته قلت «ولو قليلًا»، إننا عندما نفتح مرّة ذواتنا لتأثير الروح القدس، فهو بذاته يملأ ما ينقص في داخلنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق