زواج من السماء – دمج الوردية ومسبحة الرحمة في عبادة واحدة
لمدة أكثر من 800 عام، استخدمت الكنيسة مسبحة الوردية المقدسة كسلاح روحي وطريقة لتتويج ملكة السماء بإكليل ورود سماوي. انتصرت الوردية على أعداء المسيح، أنقذت شعوب بأكملها، أوقفت الحروب وساعدت الكثير من النفوس الضائعة في العودة الى طريق الإيمان وممارسة الأسرار.
في بداية القرن العشرين عندما كشف الرب يسوع المسيح عن مسبحة الرحمة الإلهية للقديسة فوستينا، رغب في استخدام حبات مسبحة الوردية كآداة وعنصر في العبادة الجديدة لرحمته الإلهية. هذه اللحظة بمعنى ما تشير الى خطبة الوردية لمسبحة الرحمة. الجميع يعلم أن الزواج يتطلّب الكثير من الوقت، والتخطيط، والإستعداد. هذا الزواج بين العبادتين، استغرق تحضيره وقتاً أطول من المعتاد. إنه حقّاً زواج أعدّت له السماء! الرب يسوع يعلم أنّ الرحمة الإلهية هي بالتحديد ما يحتاجه عالمنا اليوم.
في القرن 13 عندما أعطت السيدة العذراء الوردية للقديس دومينيك (عبد الأحد) مؤسّس الرهبنة الدومينيكانية، لم يتصوّر أن قرون بعد ذلك سيصل العالم الى مرحلة انحطاط أخلاقي وروحي يجعل السماء تقرن حبّات مسبحة القديس دومينيك كعنصر في عبادة جديدة لرحمة الله. في رؤى الرب يسوع للقديسة فوستينا أعطى الوردية قوّة إضافية، ليست مجرّد سلاح روحي وإكليل ورود سماوي بل أيضاً آداة رحمة للعالم المتألّم.
في زواج هاتان العبادتين، القديسة فوستينا هي إشبينة العروس والقديس يوحنا بولس الثاني الإشبين. هذان القديسان العظيمان كانا يتلوان الوردية يومياً وكلاهما كانا رُسُل عبادة ورسائل الرحمة الإلهية.
لا يمكن تصوّر عبادتين منتشرتين أكثر من الوردية ومسبحة الرحمة. لا عجب، فقد حصلنا عليهما بتدخّل إلهي. إن دمج هاتين العبادتين لهو أسلوب قوي في التعمّق والتأمل والتشفّع بيسوع ومريم. الوردية تُبرز وحدة القديسين وحاجتنا في التأمل بالإنجيل، ومسبحة الرحمة هي إعلان الإنجيل – بأن جميع النعم تفيض علينا من خلال آلام المسيح.
في الوردية نتأمل في حياة يسوع من خلال عينيّ أمّه مريم. قضى الرسل 9 أيام بين صعود الرب وحلول الروح القدس يتأمّلون مع مريم في حياة ابنها على ضوء الكتاب المقدس. (أعمال الرسل1 :14،20). وعندما نتلو الوردية نفعل الأمر عينه. في الوردية نصلّي مع مريم ونطلب شفاعتها بكلمات إنجيلية. في مسبحة الرحمة نحن نفعل روحياً ما نفعله سريّاً في سرّ الإفخارستيا – نرفع صلواتنا الفردية الى تقدمة المسيح المصلوب. في مسبحة الرحمة نسأل الله الآب أن يسكب رحمته علينا وعلى العالم أجمع. القديس توما الأكويني يذكّرنا أن الرحمة ليست فقط مغفرة الخطايا، بل توفّر أيضاً لكل إنسان ما ينقصه.
بواسطة ابتهالات الرحمة نطلب من الآب أن يغفر خطايانا ويسكب علينا رحمته والفضائل التي تنقصنا وذلك باستحقاقات عمل الفداء الذي قام به المسيح على الصليب.
كلا الوردية ومسبحة الرحمة يوفّران لنا مدخل تأمّلي في حياة الرب يسوع وكلتاهما أيضاً صلوات تشفّعية.
جيّد أن نتلو كلا المسبحتين يومياً منفردتين. لكن دمجهما معاً يعطينا صلاة رائعة ولها قوّة وقدرات مضاعفة.
كيف يكون هذا الزواج (الدمج بين العبادتين)
في البدء ارسم إشارة الصليب
صلّ قانون الإيمان وفعل الندامة
مرة أبانا الذي وثلاث مرات السلام عليك (نتأمل بمريم إبنة الآب وأم الإبن وعروس الروح القدس)
نتلو أسرار الوردية بحسب اليوم
الأحد والأربعاء – أسرار المجد
الإثنين والسبت – أسرار الفرح
الثلاثاء والجمعة – أسرار الحزن
الخميس – أسرار النور
نتلو بيت من أسرار الوردية
مرة أبانا الذي وعشر مرات السلام ومرة المجد للآب
صلاة فاطيما – يا يسوع الحبيب اغفر لنا خطايانا نجّنا من نار جهنم وخذ الى السماء جميع النفوس خصوصاً تلك التي هي بأمسّ الحاجة الى رحمتك. امين
نتلو بيت من مسبحة الرحمة:
بدل الأبانا:
– أيّها الآب الأزليّ، إنيّ أقدم لك جسد ابنك الحبيب، ودمه ونفسه ولاهوته، تعويضا عن خطايانا وخطايا العالم أجمع.
بدل السلام نتلو 10 مرات:
– بحقّ آلامه المقدّسة، ارحمنا وارحم العالم أجمع.
بدل المجد تقال :
– قدّوس الله، قدّوس القوي، قدّوس الذي لا يموت، ارحمنا وارحم العالم أجمع.
ثم الدعاء – أيها الدم والماء اللذان تدفقا من قلب يسوع كنبع رحمة لنا، اننا نثق بكما.
ننتقل الى سر الوردية الثاني وهكذا حتى الخامس
عندما ندمح المسبحتين نحن ندعو مريم لتصلي معنا وتطلب لنا الرحمة وللعالم، نتّحد معها عندها أقدام صليب ابنها الرب يسوع. عندئذٍ لا يوجد أدنى شكّ أن النِعم ستنسكب غزيرة ومضاعفة علينا وعلى العالم.
قريباً سننشر دمج رائع ومميّز لهاتين المسبحتين. مرفقة بتأملات ملائمة نبدأ بخمسة أسرار الفرح ويليها باقي الأسرار.