الدفتر السادس

143- (1747- 1751) القديسة فوستينا تتغنّى برحمة الله الفائقة

1747- كان بوسعك يا الله أن تخلّص ألوف العوالم بكلمة واحدة وإن تأوهًا واحدًا من يسوع قد يُرضي عدالتك. ولكن أنت يا يسوع بفيض حبك لنا فقط تحمّلت هذه الآلام المرعبة. إن تأوّهًا واحدًا منك يهدىء عدالة أبيك. وإن كل تواضعك هو فقط من عمل رحمتك وحبك غير المدرك. عند مغادرتك الأرض أردت، يا رب، أن تبقى معنا لذا تركتَ ذاتك في سرّ المذبح وفتحتَ لنا باب رحمتك على مصراعيه لم تُضنيكَ أيّة تعاسة.

لقد دعوتنا كلنا إلى ينبوع حبك، إلى سبيل رحمة الله. هذا هو مذبح رحمتك، هذا هو دواء لكل أمراضنا. تنساق إليك كل النفوس، يا ينبوع الرحمة الحي، منها كالأيل، تروي عطشها من حبك، وغيرها لتغسل جراح خطاياها ومنها من ثقلتْ عليها الحياة لتستقي القوّة.

في لحظة موتك على الصليب أفضتَ علينا الحياة الأبدية. لقد سمحتَ بفتح جنبك الكلّي القداسة، ففتحت لنا ينبوع رحمتك الذي لا ينضب وأعطيتنا أعزّ ما عندك: الدم والماء من قلبك. تلك هي قوّة رحمتك الفائقة ومنها تتدفّق علينا كل نعمة.

1748- كن ممجدًا يا رب في عمل رحمتك
فتمجدك كل القلوب الأمينة
التي يستريح عليها نظرك
وفيها تستقرّ حياتك غير المائتة.

يا يسوع إرحم، كانت حياتك على الأرض مليئة حزنًا ،
وبعذاب مميت إكتمل عملك.
متّ ممدّدًا على خشبة الصليب.
كل ذلك حبّا بنفوسنا.

لقد سمحت، من فيض حبك غير المدرك، أن يفتح جنبك المقدس
فتدفقت من قلبك جداول دم وماء.
هذا هو ينبوع رحمتك الحي.
هنا تتعزى النفوس وتنتعش.

تركت لنا رحمتك في القربان المقدس
تنازل حبّك أن يتدبّر الأمور على هذا النحو.
لن أشك أبدًا بجودك ورحمتك
وأنا أمضي الحياة بالألم والعذاب.

ولو ثقل على نفسنا كل شقاء الحياة،
فلا ينبغي أن يساورنا الشكّ لحظة واحدة
بل نثق بقوّة رحمة الله،
لأن الله يقبل بحنان النفس التائبة.

يا رحمة الله التي تفوق كل وصف،
ينبوع الحنان وينبوع كل عذوبة
ثقي، ثقي يا نفس، رغم تلطّخك بالخطيئة،
لأنكِ عندما تقتربين من الرب لن تذوقي المرارة.

تضمحل تعاستنا وخطايانا وكل أعمالنا الشريرة
عندما تقترب من الله بصدق،
لأنه هو النار الحيّة للحبّ العظيم،
فهو يَفي ديوننا عندما نستسلم له.

1749- + صلاح الله في تزيينه العالم كله بالجمال كي يجعل سكنى الإنسان على الأرض سعيدة.

كيف نشرت يا الله رحمتك في كل مكان، صنعت كل ذلك من أجل الإنسان. آه كم كان حبّك له فائقًا وفعّالًا. يا خالقي وسيدي أرى في كل مكان أثر يديك ووصم رحمتك التي تضمّ كل الخلائق. يا خالقي الكلي الرأفة. أريد أن أعبدك من قِبَل كلّ الخلائق وكل الكائنات الجامدة. أدعو العالم لكلّه أن يمجّد رحمتك، كم هو عظيم صلاحك يا الله.

1750- كن ممجّدًا يا خالقنا وإلهنا
أيها الكون مجّد الله بتواضع.
أشْكرْ الخالق بكل قواك
ومجّد رحمة الله غير المدركة.

تعالي أيتها الأرض مع كل ما فيك من إخضرار جميل
وأنت أيتها البحار الساحقة
فليتحوّل إمتنانك إلى نشيد حبّ
ورنّمي لعظمة رحمة الله.

تعالي أيّتها الشمس المشعّة.
تعالَ أيها الفجر الذي يسبقها
إتحدا في نشيد واحد ولترنّم أصواتكما النقيّة
عظمة رحمة الله بنغم واحد.
تعالي أيتها التلال والوديان، أيتها الغابات والأدغال
وليمجّد عبيرك الذكي.
وليعبد رحمة الله.

تعالي يا كلّ الأشياء الجميلة على الأرض.
التي ما تزالين تذهلين الإنسان بجمالك.
تعالي أعبدي الله في تناغمك
ومجدي رحمة الله التي لا تدرك.

تعالَ يا جمال الأرض الذي لا يُمحى
واعبد الخالق بتواضع عميق
لأن كل شيء مرتبط برحمته،
كل الأشياء تصرخ بصوتٍ عالٍ، كم هي عظيمة رحمة الله.

غير أن النفس البريئة المليئة بثقة الأطفال
والمشدودة نحو الله من خلال نعمته
هي أرفع من كل جمال.
وأكثر إرضاء له في تمجيدها إياه.

1751- يا يسوع المختبىء في السرّ المقدس للهيكل، يا حبّي الوحيد ورحمتي. أعرض لك كل حاجات جسدي ونفسي. بوسعك أن تساعدني لأنك الرحمة بالذات عليك يرتكز كل رجائي.
[تركت هنا في النص الأصلي صفحة كاملة بيضاء]

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق