100- لن تضيع نعمتي، فإن لم تقبلها النفس المُعَدّة لها هذة النعمة، فتستفيد منها نفس أخرى
1005- لترفعْ كل خليقة المجد والتعظيم لرحمة الله، في كل العصور والأزمنة
1006-يا إلٰهي وسيدي، أنت تأمرني أن اكتب عن النعم التي وهبتني اياها. فيا يسوع خاصتي لولا امر معرّفي الواضح أن أدوّن كل ما يجول في نفسي، لمّا كتبتُ كلمة واحد من تلقاء ذاتي لذا أنا أكتب عن ذاتي عملًا بالأمر الجازم للطاعة المقدّسة.
1007- التبجيل والمجد لك أيها الثالوث الأقدس، الإله الأزلي. لتحمينا من غضبك العادل رحمتك المتدفقة من احشائك بالذات. وليُدْوِ في كل مكان تمجيد رحمتك غير المدركة، كل اعمالك طابع رحمتك التي لا قياس لها يا إلهي.
أول آذار 1937
1008- جعلني الرب أدرك كم يستاء من النفوس الثرثارة. (( لا أجد في مثل هذه النفوس. الضجة الدائمة تُتعبني وفي. غمرتها لا تستطيع النفس أن تميّز صوتي)).
1009- طلبت اليوم إلى الرب أن يُتيح لي التحدّث ألى إحدى الفتيات، فيكون ذلك علامة أنها ستدخل هذا الدير [الذي ينبغي أن أسّسه]. والتقيتُ بها وعلمت أن هذه النفس هي مدعوّة وسألت الرب أن يتنازل ويُعْلِمها بذلك هو بذاته، لقد تحدثت غالبًا معها عن الدعوة. وأنّ الله يعمل ما تبقّى.
+5 آذار 1937
1010- اختبرتُ اليوم في جسدي لوقت طويل آلام الرب يسوع. فالألم كان مضنكًا إنّما تحمّلتُ ذلك من أجل النفوس الخالدة.
1011- زارني الرب اليوم وضمّني إلى صدره وقال: «إطمئنّي يا طفلتي الصغيرة، أنا دائمًا معك».
8 آذار 1937
بينما كنت اصلّي اليوم على نيّة الأب إندراز أدركتُ فجأة كيف تتواصل هذا النفس بمودّة مع الله وترضي الأب فرحتُ كثيرًا لأنني أرغب أن تتّحد كلّ نفس بالله بقدر مستطاعها.
1013- + بينما كنت اصلي اليوم غمر نفسي شوق كبير لبدء العمل، فلم أتمالك من ضبط حماسي. كم أتوق أن يقف اعضاء هذه الجمعيّة أمام عرش الرب، ويلتمسون دون إنقطاع، رحمته غير المدركة من أجل كل العالم،.ممجّدين ومعظّمين رحمته تلك التي لا تُسبَر. إنَّ قوة خفيّة تدفع بي إلى العمل.
12 آذار 1937
1014- رأيت إرهاق أحد الكهنة [ربما الأب سوبوتشكو] الذي خطّى له الرب طريقًا صعبًا وقاسيًا. ولكن ثمار أعماله هي حيّة. ليعطنا الرب نفوسًا عديدة مماثلة قادرة ان تحبّه في وسط العذابات المُبرّحة.
1015- شعرتُ اليوم كم هو كبير توق إحدى النفوس المنازعة للصلاة. صلّيت حتى شعرتُ أنها فارقت الحياة. آه! كم تحتاج النفوس المنازعة إلى الصلاة. يا يسوع، ألهِم النفوس أن تصلّي دائمًا من أجل المنازعين.
5 آذار 1937
1016- دخلتُ اليوم في مرارة آلام الرب يسوع. تألّمت بشكل محض روحي وأدركت شناعة الخطيئة المخيفة. جعلني الرب أدرك كل شناعة الخطيئة. أدركت في عمق نفسي وكم هي بشعة الخطيئة حتى أصغرها وكم تؤلم نفس يسوع. أفضّل أن أتألّم ألف جحيم من أن أرتكب حتى أصغر الخطايا العرضيّة.
1017- قال لي الرب: «أريد أن اعطي ذاتي إلى النفوس وأن أملأها بحبّي، ولكن هناك القليل منها من يرغب أن يقبل النِعَم التي خصّها حبي لها. لن تضيع نعمتي، فإن لم تقبلها النفس المُعَدّة لها هذة النعمة، فتستفيد منها نفس أخرى».
1018- أشعر غالبًا أن بعض الناس يصلّون من أجلي . أختبر ذلك فجأة في نفسي ولكن لا أعرف الشخص الذي يتوسّل من أجلي. أعرف أيضًا لمّا تعتري المتاعب بعض الأشخاص بسبب شيء يتعلّق بي. أدركُ ذلك في داخلي رغم بُعد المسافات [التي تفصلنا].
18 آذار 1937
1019- توصّلت أن أدرك أنّي قبلتُ نعمة ما جعلتني في مودّة حميمة وتواصل مع الرب. جعلني أدرك ذلك بواسطة نور داخليّ، يتيح لي أن أعرف عظمته وقداسته وتواضعه الرحيم من أجلي. يخصّني بمعرفة حبّه لي وهو سيّد كل شيء دون منازع ويعطي ذاته للنفس معلّقًا كل شرائع الطبيعة. هو يتصرف كما يشاء.
1020- أُدرك زواج النفس الروحي مع الله، دون أن يكون لهذا الزواج مظهرًا خارجيًا. هو عمل محض داخليّ بين النفس والله. هذه النعمة جذبتني إلى وسط حب الله الملتهب. توصّلت أن أدرك صفاته الثالوثية ووحدة كيانه المطلقة. تلك نعمة تختلف عن باقي النِعَم. هي روحية إلى أبعد حدّ وأنّ وصفي لها يخلو من الدّقة. ولا أعرف أن أعبّر ولو عن ظلّ منها.
1021- + لديّ رغبة قويّة أن أختبىء، حتى أننّي أريد أن أعيش وكأنني غير موجودة. أشعرُ بدافع داخليّ غريب أن أختبىء في العمق، قدر المستطاع، حتى لا يعرفني سوى قلب يسوع. أريدُ أن أكون مقرًّا صغيرًا يرتاح فيه يسوع. لن أسمح بشيء قد يوقظ حبيبي. إن إختفائي يُتيح لي أن أتواصل دون انقطاع مع عروسي دون سواه. أتواصل مع الخلائق بقدر ما يرضي ذلك الرب. توصّل قلبي أن يحبّ الله بملء قوّة الحب، ولا أعرف حبًا سواه لأنّ نفسي غرقت منذ البدء، عمقًا في الرب كنزي الوحيد.
1022- +رغم أنني ألتقي خارجيًا بعديد من المتألّمين وأُجابه صعوبات مختلفة، فذلك لا يُضعِف حياتي الداخلية ولو لبُرهة وجيزة، ولا يُعكّر صمتي الداخليّ. لن أخاف أن تهملني الخلائق، لأنني لن أكون وحدي. ولو تركني كل الناس، فالرب هو معي. ولو اختبأ الرب فيعرف الحبّ أن يجده. فلا أبواب أو حرس يقف في وجه الحب حتّى عين أحد الشاروبين اليقظة مع سيفه الملتهب لن توقف الحب. فهو يشقّ طريقه عبر الصحراء والحرّ اللاذع، عبر العاصفة والرعد والظلمة فيصل إلى النبع من حيث انبثق. وهناك يقطن إلى الأبد. كل شيء يصل إلى نهاية لكن الحبّ لن ينتهي ابدًا.
1023- إستلمت اليوم بعض الليمونات. لمّا غادرت الأخت فكرت في نفسي:«هل آكل الليمونات أم أقوم ببعض أعمال التوبة والإماتات طيلة الصوم المقدّس؟». على كل حالّ إنني أشعر بتحسن صحتي. سمعت حينئذٍ صوتًا في نفسي: «يا إبنتي إنك ترضيني أكثر بأكل الليمونات طاعة وحبًا بي من أن تصومي وتقهري ذاتك بملء ارادتك. إنني أعرف قلبك وأعرف أن حبّي الوحيد وحده يكفيه دون سواه».