10- (42-39) ما هي الفضيلة العظيمة التي حصلت عليها فوستينا من مريم وماذا فعلت عندما خطف يسوع قلبها
39– قال لي يسوع يوماً إنه سيعاقب أجمل مدينة في بلادنا [ربما فارسو] كما عوقبت سادوم وعامورة. رأيت غضب الله فارتعش قلبي، صليتُ بصمت. قال لي يسوع بعد حين: «وطدي إتحادك بي، يا ابنتي، في القداس وقدّمي دمي وجروحاتي لأبي تكفيراً عن خطايا تلك المدينة. ردّدي ذلك دون انقطاع طيلة الذبيحة المقدّسة ولمدة سبعة أيام». في اليوم السابع رأيت يسوع في غيمة شفافة وطلبت إليه أن يرأف بتلك المدينة وبالبلاد كله. نظر يسوع إليّ بحنان ولمّا أدركت عطفه طلبت بركته. فقال يسوع فوراً: «لأجلك أبارك البلاد كلها»، ورسم إشارة صليب كبيرة فوق كل البلاد فامتلأت نفسي بالسعادة لما رأيت عطف الله.
40- سنة 1929 شعرت مرّة أثناء الذبيحة المقدّسة باقترابي من الله بشكل مميز رغم أنني حاولت أن أتحاشاه وأهرب منه. لقد هربت من الله مرات عديدة لأنني لا أريد أن أصبح ضحية الأرواح السيئة طالما ردّد عليّ البعض أن ما يحصل هو عمل الشرّير. ودام هذا التردّد وقتاً طويلاً. في القداس قبل المناولة كان علينا أن نجدّد نذورنا. لمّا غادرنا مقعدنا وبدأنا بتلاوة عبارات تجديد النذور، ظَهر يسوع فجأة إلى جانب ثوبي برداء أبيض، وحول خصره زنار مذهّب وقال لي: «أغدق عليك محبة أبدية كي لا تتلطّخ طهارتك. وعلامة لذلك، لن تكوني عرضة للتجارب ضدّ الطهارة». وأخذ يسوع زنّاره وربطه حول خصري، ومنذ ذلك الوقت لم اختبر أبداً هجمات ضدّ هذه الفضيلة سواء في قلبي أو في فكري. فهمت فيما بعد أن هذه هي إحدى أكبر النعَم التي نالتها لي أمّ الله، لا سيما وإنني كنتُ أطلب هذه النعمة منها مُنذ سنين عديدة. وشعرت منذ ذلك الوقت بتعبّد متزايد لأم الله. لقد علّمتني كيف أحب الله الذي بواسطتها نزل إلى الأرض وإلى قلبي.
41- رأيت مرة خادماً لله في خطر مباشر وعلى وشك ارتكاب خطيئة مميتة. بدأت اتوسل إلى الله أن يتنازل ويُنزل عليّ كل عذابات جهنم وكل انواع الآلام التى يريد، على ان يتحرر هذا الكاهن ويبتعد عن مناسبة ارتكاب الخطيئة. سمع يسوع توسلاتي، وفي الوقت نفسه شعرتُ بإكليل من شوك على رأسي. لقد غُرِز الشوك بقوة في رأسي حتى لامس دماغي. وطال ذلك ثلاث ساعات. تحرّر الكاهن من خطيئته وتقوّتْ نفسه بنعمة خاصّة من عند الله.
42– شعرتُ مرّة يوم عيد الميلاد [1928] بقدرة الله اللامتناهية وحضوره يُحيطني. هربتُ مرّة أخرى من هذا اللقاء الداخلي مع الرب. وطلبت الإذن من الأم الرئيسة أن اذهب الى جوزفينك (Jozefinck) لزيارة الراهبات. أعطتني الرئيسة الإذن وبدأنا الاستعداد للذهاب بعد تناول الترويقة، ذهبت إلى غرفتي لآخذ ردائي. كانت الراهبات بانتظاري على باب الدير. وفي طريق العودة، قرب الكنيسة، رأيت يسوع واقفاً على الباب وقال لي: «إذهبي ولكن أنا أحتفظ بقلبك». وفجأه لم أعد أشعر بقلبي بين ضلوعي. ولكن، أخذت أخواتي الراهبات يوبّخنني على تباطئي قائلات إنهنّ تأخّرن، ذهبت بسرعة معهن. غير أن شعور بالقلق أزعجني، وغزا نفسي توق غريب دون أن يعلم أحدٌ، عدا الله، بما حصل.
بعد وصولنا إلى جوزفينك ببعض الدقائق، طلبت إلى الأخوات أن نعود إلى البيت. فطلبتْ الأخوات مزيداً من الوقت للاستراحة. ولكن لم أطمئن. شرحت لهنّ أنه يجب أن نعود قبل الليل لا سيما أنه علينا أن نقطع مسافة طويلة. فرجعنا فوراً إلى البيت. لمّا رأتني الأم الرئيسة في الممرّ سألتني: «ألم تذهب الراهبات بعد، أم قد رجعن فوراً» قلت لها: «إننا عدنا لأنني لم أرد أن اعود في الليل». خلعت ثوبي وذهبت فوراً إلى الكنيسة. وما إن دخلت حتى قال لي يسوع: «عودي إلى الأم الرئيسة وقولي لها إنك رجعتِ فوراً، لا لتتحاشي العودة في الليل بل لأنني أخذت قلبك». رغم أن ذلك كان صعباً رجعت عند الرئيسة وأخبرتها بصراحة عن سبب عودتي عاجلاً. وطلبت السماح من الرب عن كل شيء أغاظه. ملأني حينئذ يسوع بفرح كبير وفهمت أن ليس من سعادة بعيداً عن الله…