107- لا يتبرر أحد أمامك لن لم ترافقه رحمتك غير المحدودة
1122- يا إله الرحمة العظمى، يا من تنازلت فأرسلت لنا ابنك الوحيد كبرهان ساطع عن حبّك الذي لا يحدّ وعن رحمتك، إنك لا تنبذ الخطأة، بل بفيض رحمتك الشاسعة، فتحت لهم الكنوز يستمدون منها بغزارة، ليس فقط التبرير، بل أيضًا كل قداسة تستطيع أن تبلغ إليها النفس. يا أب المراحم الغزيرة، أرغب أن تعود كل القلوب بثقة إلى رحمتك اللامتناهية. فلا يتبرر أحد أمامك لن لم ترافقه رحمتك غير المحدودة . عندما تعلن لنا عن سرّ رحمتك لنا، فلن تكفي أيّة أبديّة لنشكر لك هذه الرحمة، كما يليق.
1123- آه! كم يطيب أن يكون لنا في أعماق النفس ما ينبغي أن نؤمن به عملًا بوصيّة الكنيسة. عندما تستغرق نفسي في الحب، أحلّ بوضوح وسرعة أكثر المسائل تعقيدًا. الحب وحده يستطيع أن يقطع فوق اللجج ورؤوس الجبال، الحبّ ثم الحبّ مجددًا.
12 أيار 1937
1124- تغمر فكري أحيانًا ظلمة غريبة فأستغرق، رغم إرادتي، في اللاشيء.
20 أيار 1937
1125- عندما أتنعّم طيلة الشهر بصحّة جيّدة، قد لا أعرف ماذا يرضي الله أكثر، أخدمتي له في المرض أم في الصحّة المعافية التي طلبتها منه فأقول حينئذٍ: «يا يسوع إصنع مني ما يطيب لك»، فأعادني يسوع إلى حالتي السابقة.
1126- آه كم تطيبُ الحياة في دير بين الراهبات. ولكن لا يجب أن أنسى أنّ هؤلاء الملائكة هم في أجساد بشرية.
1127- في إحدى المناسبات رأيت الشيطان مهرولًا يفتّش عن إحدى الراهبات دون أن يجدها. شعرتُ بوحي داخلي أن أزجره باسم الله ليقرّ لي عمّن يفتّش بين الراهبات. أقرّ مرغمًا: «إنني أفتش عن النفوس الخمولة». [راجع ابن سيراخ ٢٨/٣٣ وأمثال ١١/١٢]
ولمّا أمرته مرة ثانية باسم الله أن يقول لي من هي النفوس التي يسهل عليه الوصول إليها في الحياة الرهبانية فكرّر مرغمًا: «النفوس الكسولة والخمولة». فتأكّدت أن في الوقت الحاضر، لا وجود لمثل هذه النفوس في الدير. فلتفرح النفوس الكادحة والمضنكة.
22 أيار 1937
1128- الطقس هو شديد الحرارة اليوم فيصعب تحمّله. نتعطّش كلّنا إلى المطر الذي لم يسقط بعد. منذ أيام عديدة والسماء ملبّدة ولكن دون شتاء. لمّا نظرت إلى النباتات العطشى إلى المياه، تأثّرت من الشفقة وقررت أن أتلو السبحة كي يرسل الله المطر. قبل العشاء، ازداد تبلّد السماء بالغيوم وسقط مطر غزير على الارض. وثابرت في تلاوة تلك الصلاة ثلاث ساعات دون انقطاع. وأفهمني الرب أننا نستطيع أن ننال كل شيء بواسطة الصلاة.
23 أيار
عيد الثالوث الأقدس
1129- وقت القدّاس وجدت نفسي فجأة متّحدة بالثالوث الكليّ قدسه. ادركت جلاله وعظمته. أتحدّث بالأقانيم الثلاثة. وعندما أتّحد مرة بأحد الأقانيم الثلاثة الكلي وقارها أتّحد بالوقت نفسه مع الأقنومين الآخرين. إن السعادة والفرح الذي غمر نفسي يفوق كل وصف ويؤلمني أن لا أستطيع كتابة ما ليس له كلمات تصفه.
1130- سمعت هذه الكلمات: «قولي إلى الأم الرئيسة العامّة أن تتّكل عليك، إنّك الإبنة الأكثر أمانة في الجمعية».
1131- بعد هذه الكلمات، أدركت في داخلي ماهيّة كل الخلائق أمام الله. عظمته هي شاسعة وأبعد من أن تدرك. هو يتنازل نحونا من فرط رحمته.
1132- كل شيء سينتهي في وادي الدموع هذه،
ستجفّ الدموع وتتوقّف الآلام.
شيء واحد سيدوم
الحبّ لك، يا رب.
سينتهي كل شيء في هذا المنفى،
صعوبات النفس وصحراؤها.
وإن عاشت في نزاع مستمرّ،
فلا شيء يُخيفها إن كان الله معها.
17 أيار 1937
عيد جسد المسيح
1133- وقت الصلاة سمعت هذه الكلمات: «إبنتي، أتركي قلبك يمتلىء فرحًا فأنا، الرب، معك، لا تخافي شيئًا فأنتِ في قلبي». أدركت حينئذٍ عظمة جلال الله، وفهمت أنّ لا شيء يوازي رؤية واحدة لله. كل عظمة بشرية تتضاءل كذرّة من غبار، أمام فعل معرفة أكثر عمقًا بالله.
1134- لقد أغدق الله في نفسي سلامًا عميقًا فلا شيء يقلقها بعد الآن. رغم كل ما يحدث حولي، لم يفارقني السلام برهة واحدة. ولو ضجّ العالم كله فلن يعكّر عمق الصمت في داخلي حيث يستريح الله. فكلّ الأحداث وكلّ الأشياء المتنوعة التي تحصل هي تحت قدميه.
1135- هذه المعرفة العميقة بالله تعطيني ملء الحرية الروحية فلا شيء يعكّر اتّحادي الوثيق به حتى ولا القوات الملائكية. أشعر بالعظمة عندما أتّحد بالله. يا لها من سعادة أن نعي وجود الله في قلبنا وأن نعيش بمودّة حميمة معه.
1136- لما وصل المحتفلون بالزياح من بورك Borek إلى ديارنا، حاملين معها القربان الذي إستراح في كنيستنا، سمعت صوتًا آتيًا من البرشانة: «هنا أستريح». عند البركة جعلني الرب أدرك أنه سيقام قريبًا إحتفالًا كبيرًا في هذا المكان بالذات. «يسرّني أن أستريح في قلبك ولا شيء يوقفني من إغداق النعم عليك». غمرت عظمة الله هذه نفسي فاستغرقت، وأضعتُ ذاتي وذبتُ فيه.