118- فوستينا تقوم برياضة روحية يرشدها فيها الرب يسوع
إنني أشعر أنني بحالة فائقة الجودة، وأنا قريبة من قلبك، طوال هذه الرياضة. لا شيء يعكّر عمق سلامي. أنظر بعين لجّة تعاستي وبالعين الأخرى إلى لجّة رحمتك.
1346- أثناء الذبيحة الإلهية التي احتفل بها الأب أندراز، رأيت الطفل يسوع مادًّا ذراعيه نحونا، وجالسًا قرب الكأس المستعملة في الذبيحة المقدّسة. وبعد أن حدّق بي في العمق، حدثني بهذه الكلمات: «سأسكن في قلبك كما ترينني في هذه الكأس».
1347- +الإعتراف المقدس. بعد أن أدّيت حسابًا عن ضميري سُمح لي، كما طلبتُ أن أحمل الأغلال لنصف ساعة كل يوم وقت القداس، وفي الساعات الصعبة أن ألبس الزنار الحديدي لمدة ساعتين. قال لي الكاهن: «ثابري يا أختي في هذه الإماتة الكبرى للرب يسوع».
1348- اليوم الخامس:
لمّا دخلت الى الكنيسة هذا الصباح، علمتُ أن الأم الرئيسة تعاني بعض القلق عليّ، ممّا آلمني كثيرًا. بعد المناولة المقدّسة، أسندتُ رأسي إلى قلب يسوع الكلّي القداسة وقلتُ: «يا سيدي، إنني أضرع إليك، أغدق كل التعزية التي اختبرها من خلال حضورك في قلبي، في نفس الأم رئيستنا العزيزة التي تعاني بعض القلق بسببي وبدون إرادتي».
1349- قوّاني يسوع قائلًا إن، نفسينا نحن الإثنين استفادتا من ذلك. ولكن توسّلتُ الى الرب أن يتنازل ويجنّبني كل مناسبة تتسبّب بألم للآخرين، لأن قلبي لا يستطيع أن يتحمّل ذلك.
1350- أيتها القربانة البيضاء، إنك حافظت على نفسي شاهدة لك. إنني أخاف اليوم الذي قد أنساك فيه. أنت قوت الملائكة وقوى العذراى ايضًا.
1351- يا يسوع مثالي الأكمل، أسير في الحياة على خطاك، وعيناي محدقتان بك، مطابقة طبيعتي على نعمتك، حسب إرادتك الكليّة القداسة وحسب النور الذي يُضيء نفسي، وأنا واثقة تمامًا بعونك.
+ي.م.ي.
جدول المراقبة الداخلية:
1352- فحص ضمير خاص. إتحاد بيسوع الرحوم. عليّ أن أكون دائمًا وفي كل مكان أمينة، لأنني متّحدة بيسوع. وعليّ أن أتّحد داخليًا بيسوع بينما أراعي خارجيًا الأمانة على النظام ولا سيّما الصمت.
1353- انتصارات سقطات
تشرين الثاني 53 2
كانون الأول 104 –
كانون الثاني 78 1
شباط 59 1
آذار 50
نيسان 61
أيار
حزيران
تموز
آب
أيلول
1354- لمّا أتردّد أحياناً في كيفية التصرّف، أسأل دائماً الحبّ، فهو أفضل مرشد.
1355- فحص ضمير شامل
1356- اليوم السادس.
يا إلهي، إنني مستعدّة أن أقبل ارادتك بكل تفاصيلها مهما كانت. غير أنك تستطيع أن توجّهني، إنني أباركك. سأتمّم، بعون نعمتك، كل ما تطلبه مني. مهما كانت إرادتك المقدّسة نحوي فإنني أقبلها من كل قلبي ونفسي، غير عابئة بما توحيه لي طبيعتي الفاسدة.
1357- لمّا كنت، ذات مرة، سائرة بالقرب من فريق من البشر، سألت الرب إذا كانوا كلّهم في حالة النعمة، لأنني لم أشعر بآلامه. «إذا لم تشعري بآلامي، فلا يعني ذلك أنهم جميعهم في حالة النعمة. أسمح لك أحيانًا أن تدركي حالة بعض النفوس وأعطيك نعمة خاصة لتتألمي وحدك. لأنني أستعملك كآلة لارتدادهم».
1358- حيثما توجد فضيلة أصيلة، توجد تضحية أيضًا. يجب أن تكون كل حياتنا تضحية. لا يُصبح الناس ذات فائدة إلا بواسطة التضحية. إن التضحية بذاتي، في علاقاتي مع القريب، تستطيع أن تمجّد الله ولكن ينبغي أن يتدفق حبنا لله من خلال هذه التضحية، لأن كل شيء يرتكز على الحب ويستمد منه قيمته.
1359- «تذكّري أنني سأتعامل معك كنفس كاملة بعدما تنتهي من هذه الرياضة. أريد أن أقبض عليكِ في يدي كآلة طيّعة، مهيأة تمامًا لتنفيذ أعمالي».
1360- يا سيدي، أنت الذي تنفذ إلى كل كياني وإلى أعماق نفسي الخفية، أنت ترى أنني أريدك وحدك وأتوق إلى اتمام ارادتك المقدسة، غير عابئة بالصعوبات والآلام والإذلال أو بما يفكّر به الآخرون.
1361- «يسرّني كثيرًا مقصدك أن تصبحي قديسة. إنني ابارك جهودك وسأعطيك الفرص الملائمة لتقديس نفسك. إحذري من أن تضيّعي أية مناسبة تقدّمها لك عنايتي الإلهية لتقديسك. وإذا لم تنجحي في الإفادة من هذه المناسبة فلا تفقدي سلامك، بل تواضعي بعمق أمامي، وبثقة كبرى استغرقي كليًا في رحمتي. بذلك تربحين أكثر ممّا تخسرين، لأن النفس المتواضعة تنال نعمًا أكثر وفرة ممّا تطلب».
1362- اليوم السابع.
توصّلتُ إلى معرفة مصيري، أي يقينٍ داخلي أنني سأبلغ إلى القداسة. ملأت هذه القناعة نفسي عرفانًا بالجميل لله، وأعدتُ كل مجد الى الله لأنني أعرف جيدًا ما أنا عليه.
1363- أخرج من هذه الرياضة وقد حوّلني حبّ الله كليًّا. بدأت نفسي بحماس وجديّة حياة جديدة. رغم أنه ليبدو أي تبديل، ظاهريًا، ولن يلاحظه أحدّ، فالحب النقي [الآن] دليلي، تلك هي خارجيًا، ثمرة الرحمة. أشعر أنني تضمخّتُ كليًا بالله، ومع هذا الإله، سأعود إلى حياتي اليومية، كامدة، تعبة ومنهارة القوى، واثقة بالذي أشعر فيه في قلبي أنه سيحوّل هذه الحالة التعيسة إلى قداستي الشخصية.
تنضج نفسي في هذه الرياضة، بصمت عميق وهي قريبة من قلبك الرحوم. لقد فقدت نفسي مرارتها في أشعة حبّك الصافية وتحوّلت إلى ثمرة ناضجة وعذبة.
1364- أستطيع الآن أن أفيد إلى الكنيسة كثيرًا بقداستي الشخصية التي تنفخ فيها الحياة، لأننا نؤلف كلنا جسدًا واحدًا بالمسيح. لذا أسعى أن تأتي أرض قلبي بالثمار الجيدة. ورغم أن العين البشرية، ربما لا ترى هذه الثمار اليوم، إنما سيأتي يوم نتأكد فيه أن عددًا كبيرًا من النفوس تتغذّى منها وستبقى غذاءً لها في المستقبل.
1365- أيها الحب السماوي الذي اشعل حياة جديدة في داخلي، حياة حبّ ورحمة، ساعدني بنعمتك لأستأهل الجواب على ندائك وليتحقّق من خلالي كل ما صمّمتُ أن تحققه في النفوس.
يا إلهي، إنني أرى إشعاع الفجر الأبدي، ويُختصر كل كياني فيك. لم يعد شيء يشدّني الى الوراء ويربطني في الارض. ساعدني يا رب أن أتحمّل بصبر ما تبقّى من أيامي. تحترق ذبيحة حبي دون انقطاع أمام عظمتك، إنما بصمت، فلا تراها إلا عينك الإلهية، يا إلهي، وكل خليقة أخرى هي عاجزة عن إدراكها.
1366- يا سيدي، رغم أن أشياء عديدة تشغلني، رغم أن هذا العمل يُثقل على قلبي، رغم أنني أتوق إلى انتصار الكنيسة وخلاص النفوس، رغم أن كل الاضطهادات الحالّة في مؤمنيك تؤثر في، رغم أن سقطة كل انسان تؤلمني، غير أنني، رغم كل ذلك وأبعد منه، تنعم نفسي بسلام عميق فلا الإنتصارات ولا الشهوات ولا العداوات تستطيع أم تقلقني، فأنت بالنسبة لي، أهم من كل التجارب، يا سيدي وإلهي.
1367- اليوم الثامن.
يا سيدي بينما أتذكر كل بركاتك، في حضور قلبك الكلي القداسة، أشعر بحاجة خاصة أن أعبّر لك عن إمتناني لنِعَم وبركات عديدة من لدن الله. أريد أن أستغرق بالشكر أمام عظمة الله وأن أثابر في الصلاة والشكر لسبعة أيام وسبع ليالٍ، ورغم انني سأقوم ظاهرًا بكل واجباتي فإنني سأقف دائمًا بحضرة الله وتتمضّخ كل أعمالي بروح عرفان الجميل. سأسجد كل ليلة، نصف ساعة، في حجرتي، وحدي مع الرب وكلما استيقظت ليلًا سأتشبع بصلاة الشكر. وهكذا سأدفع أقله، ولو بأشياء صغيرة ثمن وفرة بركات الله.
1368- غير أنني، كي أكون أكثر إرضاء لله ولكي أذيل كل ظلال شكّ من فكري، ذهبت إلى مرشدي الروحي [الأب أندراز] وكشفت له عن كلّ رغبات نفسي، أي رغبتي في الإستغراق بالشكر لله. حصلت على إذن بكل شيء عدا إرغام ذاتي على الصلاة كلما استفقتُ ليلًا.
1369- بأي فرح كبير رجعتُ الى الدير؟. وبدأت في اليوم التالي الفعل الكبير للشكر بتجديد نذوراتي. واستغرقت نفسي بالله ولم ينبثق من كياني إلا كل شعاع إمتنان وشكر لله. لم أتكلم كثيرًا، لأن بركات الله كنار مضطرمة، ألهبتْ كل نفسي، وأصبحت كل آلامي وأحزاني شبيهة بحطب مرميّ في اللهيب، الذي بدونها تخمد ناره. وطلبتُ الى كل السماء والأرض أن تشتركا معي بفعل الشكر.
1370- إنتهت ايام الرياضة تلك الايام الحلوة للوصال بالرب يسوع وحده. قمت بهذه الرياضة كما ارادني يسوع أن أتممها وكما قال لي منذ اليوم الأول، أي التأمل ببركات الله بسلام عميق. لم يسبق أن قمت برياضة مثل هذه. لقد تقوى وتعمق سلام نفسي أكثر ممّا لو انتابها أي شعور أو إحساس. رأيت، على أشعة الحب، كل شيء على حقيقته. وشعرتُ، وأنا خارجة من هذه الرياضة، أن حبّ الله قد حوّلني كليًا.
1371- يا سيدي، ألّه أعمالي كي تستحق الأبدية. ورغم تفاقم ضعفي، أنني أثق بقدرة كلمتك التي تقوّيني.
1372- يا يسوع خاصتي، أنت تعلم أنني منذ حداثتي أردت أن أصبح قدّيسة عظيمة. أي أردتُ أن أحبّك بحبّ عظيم لم يسبق لأية نفس أن أحبّتك به. لقد بقيتْ هذه الرغبة أولًا خفيّة ، ولم يعرفها إلا يسوع وحده. ولكن لا أستطيع أن أحبسها اليوم داخل قلبي، أريد أن أصرخ أمام العالم كله!
1373- أيتها الأيام المملّة التي يغشيها الظلام، أنظر إليك بعين الفرح والابتهاج. كم هو حافل وعظيم الزمن الذي يُتيح لنا أن نجمع الإستحقاقات للسماء الابدية. أدرك الآن كيف استفاد منه القدّيسون.
1374- 30 تشرين الأول 1937. في الاحتفال الديني الذي أقيم اليوم في القداس، وفي اليوم الثاني للشكر، رأيت الرب يسوع مجلببًا بجمال رائع وقال لي: «يا ابنتي لم اعفِكِ من التحرّك». فأجبت: «يا رب، أن يديّ ضعيفتان جدًّا للقيام بمثل هذا العمل». «نعم أعرف ذلك ولكن ستحقّقين كل شيء عندما تضميهما إلى يدي اليُمنى. إنما إبقي مطيعة، إلى معرّفيك وسأنيرهم في طريقة توجيهك». «يا سيدي، لقد أردتُ أن أبدأ العمل ولكن الأب س. ما زال يؤجله».
أجابني يسوع: «أعرف ذلك، لذا إصنعي ما هو باستطاعتك، ولا ينبغي أبدًا أن توقفي مساعيك».
1375- أول تشرين الثاني 1937. بعد صلاة المساء أقيم زياح الى المدافن. لم أستطع الاشتراك فيه بسبب إرتباطي بواجباتي على المدخل. ولكن لم أتوقف عن الصلاة من أجل نفوس الموتى، وبينما كان المشتركون في الزياح عائدين من المدافن الى الكنيسة شعرتُ بحضور عدد كبير من النفوس. وأدركت عظمة عدالة الله وكيف يتوجّب على كل نفس أن تدفع كل دين حتى آخر فلس.