120- فوستينا تصلّي للروح القدس وتتحضّر لعيد الحبل بلا دنس بتلاوة «السلام عليك» ألف مرة في اليوم لمدة تسعة أيام
1401- إستلمت أمس رسالة من الأب سوبوتشكو علمت أن عمل الله يتقدم ولكن ببطء. سُررتُ جدًا بذلك وضاعفت صلواتي من أجل هذا العمل بكامله. وأدركتُ، أن مساهمتي في هذا العمل، في الوقت الحاضر، تقتصر على الصلاة والتضحية، كما يطلب إليّ الربّ.
إنّ تحرّكي في هذا المجال قد يعاكس بالواقع تصاميم الله، كما كتب لي الأب سوبوتشكو في رسالته. أعطني يا يسوع، أن أكون آلة طيّعة بين يديك. علمتُ من هذه الرسالة كم هو رائع النور الذي أغدقه الله على هذا الكاهن. هذا ما ثبّت قناعتي أن الله سيحقّق هذا العمل من خلاله رغم الصعوبات المتراكمة. أعرف جيدًا أنه بقدر ما العمل يزداد جمالًا وعظمة، ستزداد العواصف صخبًا ضدّه.
1402- إنّ الله في قراراته غير المدركة، يسمح أحيانًا بأن الذين بذلوا جهودًا جبّارة لإنجاز عملٍ ما، لا ينعمون بثماره هنا على الأرض، بل يدّخر لهم كل الفرح به في الأبديّة. غير أنه أحيانًا يُعلمهم أن جهودهم قد حسنت لديه. وهذا ما يقوّيهم في الصعوبات والمشقّات اللاحقة. هؤلاء الأشخاص هم أقرب ما يكونون تشبّهًا بالمخلّص الذي لم يذقْ من عمله الذي أسسه على الأرض، سوى طعم المرارة.
1403- يا يسوع خاصتي، فلتتبارك في كل شيء. إنني أبتهج لرؤية إرادتك متمّمة. ويكفيني ذلك لأن أكون سعيدة.
1404- يا يسوع الخفيّ، بك تكمن كل قوّتي. لقد جذبني الرب يسوع إليه في القربان المقدّس منذ نعومة أظافري. ذات يوم لمّا كنتُ في السابعة من عمري، وقت صلاة المساء التي تُليتْ أمام يسوع المصمود في القربان فاض عليّ حب الله لأول مرّة وملأ قلبي الصغير، وأفهمني الله الشؤون السماوية. ومذّاك الحين إلى الآن، أخذ حبّي الله الخفيّ ينمو فيّ دون إنقطاع حتّى بلغ إلى مودّة حميمة تنبثق معه كل قوّة روحي من القربان المقدّس. أمضيتُ كل أوقاتي الحرّة بالتحدّث معه فهو معلّمي.
1405- تشرين الثاني 1937. لمّا كنت صاعدة هذا المساء إلى الطوابق العليا. إعتراني فجأة كره غريب لكل ما يتعلق بالله. حينئذ سمعت الشيطان يقول لي: «لا تفكّري بعد الآن بهذا العمل. ليس الله رحومًا كما يدّعي. توقّفي عن صلاتك من اجل الخطأة لأنهم على كل حال هالكون، وبعمل الرحمة هذا، إنّك تعرّضين نفسك للهلاك. توقّفي عن الحديث عن رحمة الله مع معرّفك، ولا سيّما مع الأب سوبوتشكو والأب أندراز». عندئذ تقلّد هذا الصوت صوت ملاكي الحارس فاجبت حالًا: «إنني أعرف من أنت». أبَ الكذب [يوحنا 44/8] صنعتُ إشارة الصليب فهرب الملاك بصخب وغضب شديدين.
1406- أعلمني الله اليوم في داخلي أنه لن يتركني أبدًا. وجعلني أدرك عظمته وقداسته كذلك حبّه لي ورحمته. وعمّق معرفتي بحقارتي. غير أن هذه المعرفة العميقة بذاتي لم تفقدني ثقتي. بالعكس إزدادت ثقتي برحمة الله بقدر ما تعمّقت معرفتي بذاتي. وأدركتُ كيف أن كل ذلك هو مرتبط بالله. أعرف أن لا أحد يلمس شعرة واحدة من رأسي دون إرادته تعالى.
1407- بينما كنتُ اقبل اليوم المناولة المقدّسة، لاحظت في الكأس برشانة حيّة أعطاني إياها الكاهن. ولمّا عدتُ الى مكاني سألتُ الرب: «لماذا وُجدت برشانة حيّة في حين أنّك حي تحت كل من شكلي الخبز والخمر على السواء؟». أجابني الرب: «إن الأمر كذلك، إنني موجود تحت كل من الشكلين ولكن لا يقبلني كل إنسان بمثل إيمانك الحيّ، يا ابنتي، لذا لا أستطيع أن أعمل في نفوسهم كما أعمل في نفسك».
1408- إشتركتُ بالقداس الذي احتفل به الأب سوبوتشكو. وقت الذبيحة رأيت الطفل يسوع يلامس جبهة الكاهن بأصبعه وقال لي: «إن فكرَه هو وثيق الإتحاد بفكري، لذا كوني مطمئنة عمّا يتعلّق بعملي. لن أدعه يخطىء وعليك أن لا تتصرّفي بشيء دون أذنه». ملأ ذلك نفسي بسلام فائق بالنسبة إلى كل ما سيقوم به في إطار هذا العمل.
1409- + أعطاني الرب اليوم وعيًا لذاته ولحبّه لي الكليّ العذوبة واهتمامه بي. لقد جعلني أُدرك بعمق كيف أن كل شيء يتعلّق بإرادته وكيف أنه يسمح ببعض الصعوبات لنستأهل بالواقع المكافأة. ولكي تظهر أمانتنا بوضوح. ومن خلال ذلك أعطيت القوّة على الألم ونكران الذات.
1410- اليوم 7 كانون الأول 1937. هو عشية عيد العذراء الحبل بلا دنس ؛ وقت طعام الظهيرة، جعلني الله فجأة، أدرك عظمة مصيري، أي قربي منه، لن يأخذه مني أحد طوال الأبدية. وأفهمني ذلك بشكل واضح وجليّ، جعلني أستغرق في حضوره الحي لوقت طويل مواضعة ذاتي أمام عظمته.
+ ي.م.ي.
1411- أيها الروح الإلهي روح الحقّ والنور،
أبقَ دائمًا في نفسي بنعمتك الإلهية.
فلتبدّد نسمتك الظلمة،
ولتتضاعف في هذا النور أعمالك الحسنة.
أيها الروح الإلهي روح الحبّ والرحمة،
الذي يسكب بلسم الثقة في قلبي،
فلتثبتْ نعمتك روحي بالخير،
ولتعطني قوّة لا تقهر للثبات.
أيها الروح الإلهي، روح السلام والفرح،
أنت تنعش قلبي العطشان.
وتسكب فيه الينبوع الحيّ لحبّ الله،
مشجّعة إياه للمعركة.
أيها الروح الإلهي، ضيف نفسي الأكثر ترحيبًا به،
أريد، من جهتي، أن أبقَ أمينة لك
في أيام الفرح، وفي أيام الألم والنزاع على السواء،
أريد، يا روح الله، أن أحيا دائمًا في حضرتك.
أيها الروح الإلهي الذي يسيطر على كل كياني
ويجعلني أدرك حياتك الالهية المثلثة الأقانيم
لقد أدخلتني في كنهك الالهي
لذا احيا حياة لا نهاية لها وانا متحدة بك.
1412- + تحضرتُ بغيرة فائقة للإحتفال بعيد ام الله الحبل بها بلا دنس.
لقد قمتُ بجهد فائق العادة لأتخشّع بالروح وأتأمل بهذا الأنعام الفريد لسيدتنا. لذا أستغرق قلبي كليًا فيها شاكرة لله هذا الأنعام العظيم الذي وهبه لمريم.
1413- تحضّرت، ليس فقط بالتساعية التي صلّتها الجماعة مشتركة، بل قمت بجهد شخصي لأحيّيها ألف مرّة كل يوم قائلة ألف مرّة: «السلام عليك». لمدّة تسعة أيام، لتكريمها.
+هذه هي المرّة الثالثة التي أتمّم فيها تساعية لأم الله، أي تساعية مؤلفة من تلاوة ألف مرة في النهار «السلام عليك». تكوّن اذًا التساعية تسعة آلاف تحيّة. رغم أنني أتممتُ هذه التساعية ثلاث مرات في حياتي، منها مرتان وانا سياق القيام في واجباتي، لم أتهاون أبدًا في تنفيذ مهمّاتي بانضباط فائق الدقة. لقد صلّيت دائمًا التساعية خارج أوقات التمارين الروحية أي، لم أصلّي «السلام عليك». وقت القداس او الزيّاح. صلّيت مرّة هذه التساعية بينما كنتُ طريحة الفراش في المستشفى. حيثما تكون الإرادة، هناك يكون السبيل. عدا النزهات، لم أقم إلا بالصلاة والعمل. لم أتلفّظ في تلك الأيام بكلمة واحدة غير ضرورية. رغم أن هذه القضية تتطلّب الكثير من الانتباه والجهد، فلا شيء يَكثر في تكريم العذراء الطاهرة.
1414- عيد الحبل بلا دنس. قبل المناولة المقدّسة رأيت الأم المباركة في غاية الجمال. إبتسمت لي وقالت: «نزولًا عند طلب الله سأكون لك أمًا، بشكل خاص وفريد، ولكن أرغب أن تكوني لي أنت أيضًا طفلة بشكل خاص».
1415- «أرغب يا ابنتي الحبيبة، أن تمارسي الفضائل الثلاث الأكثر قربًا الى قلبي والأكثر إرضاءً لله. الأولى هي التواضع ثم التواضع ايضًا. والثانية هي الطهارة. والثالثة هي حب الله. عليك أن تشعّي بهذه الفضائل بصفتك ابنتي». وفي نهاية الحديث ضمّتني الى قلبها وتوارت. ولمّا استرجعت حواسي جذبت تلك الفضائل قلبي بشكل رائع. ومارستها بأمانة فأصبحت كأنها محفورة في قلبي.
1416- كان لي ذلك يومًا عظيمًا. أمضيته بتأمّل متواصل. وحملتني تلك النعمة إلى تأمل آخر. وطوال النهار ثابرت في الشكر دون توقّف، لأن كل تأمّل بهذه النعمة تسبّب في ذوبان نفسي في الله.
1417- يا سيدي، إن، نفسي هي أكثر حقارة من كل شيء، غير أنك إنحنيت أمامها بكل لطف. أدرك بوضوح عظمتك وضعفي، على كل حال، أبتهج لعظمتك التي لا حدّ لها كما أبتهج كثيرًا لحقارة ضعفي.
1418- يا يسوع المتألم، أنا ذاهبة للقائك، عليّ أن اتشبّه بك وأنا عروستك. ينبغي أن يغطّيني ثوبك رمز الخزيّ. أنت تعلم أيها المسيح، كم أريد أن اصبح شبيهة بك. هبني أن تكون آلامك كلها من نصيبي. وليُسكب كل حزنك في قلبي انا على يقين أنك ستحقّق ذلك فيّ كما تراه مناسبًا.
1419- +أقيمت اليوم عبادة ليلية. لم أستطع الإشتراك فيها بسبب ضعف صحتي. ولكن قبل أن أنام أتحدّثُ بأخواتي الراهبات في العبادة. أستيقظت فجأة بين الساعة الرابعة والخامسة وسمعت صوتًا يقول لي أن ألتحق باللواتي يصلّين في هذا الوقت. أدركت أن بينهنّ راهبة تصلي من أجلي.
1420- لمّا إستغرقت في الصلاة نُقلتُ بالروح إلى الكنيسة حيث رأيت الرب معروضًا في حقّ القربان. رأيت وجه الربّ الممجّد وقال لي: «إن ما ترينه بالحقيقة، تراه هؤلاء الراهبات بالروح. كم يطيب لي إيمانهنّ الرائع. أترين، رغم أنه لا مظهر للحياة فيّ، إنني بالواقع موجود بملء كياني من كل برشانة. على النفوس أن تؤمن بي كي أتمكن أن أؤثر فيها. آه! كم يطيب لي الإيمان الحيّ».
1421- كانت في العبادة آنذاك الأم الرئيسة مع بعض الراهبات. ولكن تأكدت أن صلاة الأم الرئيسة هي التي حرّكت السماء، وفرحت لوجود نفوس يرتضي بها الله.
1422- لما سألت، في اليوم التالي وقت النزهة، مَنْ مِن الراهبات كنّ في العبادة بين الساعة الرابعة والخامسة، صاحت احداهن: «لماذا تسألين، أيتها الراهبة، ألعلّ سقط عليك إلهام ما؟». صمتُّ وتوقفت عن الحديث، ورغم أن الأم الرئيسة هي التي سألتني فلم أستطع الجواب لأن الوقت لم يكن ملائمًا.