الدفتر السادس

141- (1726-1735) فوستينا تكتب نشيد مديح للعذراء مريم

1726- أيها الرب المسيح، إنك تقودني إلى حافة لُجج أرتعد عندما أنظر إليها. ولكن أشعر في الوقت نفسه بالطمأنينة لأنني أجعل عشّي قرب قلبك. لا أخاف شيئًا وأنا قريبة من قلبك. في مثل هذه الأوقات المخيفة أتصرّف كطفلة صغيرة على ذراعَي أمّها. عندما ترى شيئًا يهدّدها تتمسّك بقوّة في عنق أمها فتطمئن.

1727- +أرى غالبًا بعض الأشخاص تنصب لي شَرَكًا. لا أدافع عن ذاتي. أستودع ذاتي لله الذي يرى في داخلي، وأرى كيف أن هؤلاء الأشخاص يتعثّرون في شباكهم. كم أنت عادل وصالح يا الله.

1728- «أكتبي: أنا ثالوث قدوس وأكره أصغر الخطايا. لا أستطيع أن أحبّ نفسًا تلطّخت بالخطيئة. ولكن عندما تتوب، لا يبقى حدود لكرمي نحوها. تغمرها رحمتي وتبرّرها، أتعقّب برحمتي الخطأة في كل سُبُلهم ويبتهج قلبي عندما يرجعون إليّ. أنسى المرارة التي ملأوا بها قلبي وأفرح بعودتهم».

«قولي للخطأة: لا أحد يستطيع أن يفلت من قبضة يدي . إذا هربوا من قلبي الرحوم فسيقعون في يديّ العادلتَيْن. قولي للخطأة إنني دائمًا بانتظارهم وإنني أصغي بانتباه إلى نبضات قلبهم… متى ستنبض لي؟ أكتبي إنني أتحدث إليهم من خلال وخز ضميرهم، من خلال سقطاتهم وآلامهم، من خلال العواصف ومن خلال صوت الكنيسة. إذا ما بذّروا نعمي سأغضب عليهم وأتركهم وحدهم فينالون ما أرادوه».

1729- يا يسوع، أنت وحدك تعرف جهدي. يبدو أن صحتي تحسّنت قليلًا ولكن فقط لأتمكّن أن أذهب إلى الشرفة، بدل أن أبقى طريحة الفراش. إنني أرى وأتأكّد ممّا يحدث فيّ، أن صحتي تتدهور وتتقهقر رغم مثابرة الرئيسات في العناية بي ورغم جهود الأطباء، ولكن أبتهج لندائك يا إلهي، ويا حبّي، لأنني أعرف أن دعوتي ستبدأ عندما يحين الموت. كم أتمنّى أن أتحرّر من قيود هذا الجسد. يا يسوع، أنت تعلم أنّني، في كل ما أشتهي، أرغب أن أرى إرادتك فقط. أما أنا، فلا أريد أن أموت دقيقة واحدة قبل الوقت المحدّد، ولا دقيقة واحدة بعده ولا أن أتألّم أقلّ أو أكثر بل أن أصنع فقط إرادتك المقدّسة. رغم أن حماسي يزداد وأن الرغبات الملتهبة تتأجّج في قلبي، فهي ليست أبدًا فوق إرادتك.

1730- أطير إلى رحمتك، أيها الإله الرؤوف، أنت وحدك الصالح. رغم أن حقارتي هي كبيرة وأن خطاياي هي عديدة، أثق برحمتك لأنك إله الرحمة. لم يُسمع أبدًا منذ زمن سحيق ولا تذكر السماء أو الأرض أن خاب أمل نفس تتكلّ عليك.

يا إله الرأفة، أنت وحدك تستطيع أن تبرّرني. ولن تنبذني لمّا، أنا التائبة، أقترب من قلبك الرحوم حيث لا يُرفض أحد قط حتى ولو كان من كبار الخطأة.

1731- أيقظني اليوم عاصفة قويّة. كانت الرياح صاخبة والمطر يهبط سيولًا والصواعق تدوي باستمرار. رحتُ أصلّي كي لا تحمل العاصفة أي أذى، فسمعت هذه الكلمات: «صلّي السبحة التي علّمتك إياها فتتوقّف العاصفة». بدأت فورًا بتلاوة السبحة وما أن أنهيت حتى هدأت العاصفة فجأة وسمعت هذه الكلمات: «تنالين كل شيء من خلال السبحة. إذا كان ما تتطلبينه يتلاءم مع إرادتي».

1732- بينما كنت أصلي من أجل بولونيا سمعت هذه الكلمات: «أكنّ محبّة خاصة لبولونيا. إذا كانت مطيعة لإرادتي فسأرفعها بالمقدرة والقداسة. ستنطلق من إرادتك الشرارة التي ستحضّر العالم للمجيء الأخير».

1733- + اهلًا بك أيها الحب الخفيّ، حياة نفسي. أرحّب بك يا يسوع تحت هذا الشكل البسيط للخبز. أهلًا بك أيّتها الرحمة العذبة التي تسكب ذاتها في النفوس. أهلًا بك أيها الصلاح اللامتناهي، الذي تُهبط في كل مكان سيول نِعمك. أهلًا بك أيها التألّق الخفي نور النفوس. أهلًا بك يا ينبوع الرحمة الذي لا ينضب. أيها السلسبيل الصافي الذي تتدفّق منه علينا الحياة والقداسة. أهلًا بك يا سعادة النفوس النقيّة. أهلًا بك أيّها الرجاء الوحيد للنفوس الخاطئة.

1734- يا يسوع أنت تعلم أن هناك أوقات لا أجد فيها الأفكار السامية أو المعنويات العالية. أتحمّل ذاتي بصبر وأقرّ، إن ما أنا عليه هو عدل لأن كل ما هو جميل هو نعمة منك يا الله. لذا أتواضع بعمق وأستغيث بعونك. ولن تتأخّر نعمتك عن زيارة القلب المتواضع.

1735- أيتها العذراء الزهرة الذكية،
لن تمكثي طويلًا في هذا العالم،
آه! كم هو عذب جمالك أيتها العروس الطاهرة.

لا أعداد تستطيع أن تحصيك الأرقام.
كم هي عزيزة رهرتك العذراء،
لن يخفت تألّقك أبدًا،
فهو قوي، شجاع ولا يغلب.

تخفتُ أشعّة شمس الظهيرة،
وتظلم في حضرة القلب البتول.
لا أرى شيئًا أعظم من البتولية،
فهي زهرة قطفت من القلب الإلهي.
أيتها العذراء الوديعة، أيتها الزهرة العطرة،
لم تره عيني ولم يخطر على بال إنسان
ما ينتظر العذراء في السماء.
أيتها العذراء، يا زنبقة بيضاء كالثلج،
تعيشين ليسوع وحده.

إن المقرّ الطيب لله بالذات
هو كأس قلبك الطاهر.

أيتها العذراء، لن يرتّل أحد نشيدك،
ففي نشيدك يكمن الحب الخفي لله.
لا تستطيع حتى الملائكة أن تدرك
مما تنشده العذارى لله.

أيتها العذراء إن زهرتك في الفردوس
تكسف كل تألّق في هذا العالم.
ورغم ان الكلمات لا تستطيع أن تصفكِ،
فهي تنحني بتواضع أمامكِ.

رغم أن طريق العذراء هو مزروع بالشوك
وأن صلبان عديدة تثقل حياتها،
فمن له شجاعة العذراء؟
لن يغلبها أحد فهي لا تُقهَر.

أيتها العذراء، الملاك الأرضي
تتجدّد عظمتك في كل الكنيسة.
تقفين حارسة أمام بيت القربان،
وتصبحين ملء الحب، مثل ملاك ساروفيمي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق