51- الرب يسوع يبكي على الأطفال المتألمين جوعاً وبرداً «اعلمي أنهم هم الذين يرفعون العالم».
280- أمرني الرب يسوع أن أحتفل بعيد الرحمة في الأحد الأول بعد الفصح، [هذا ما صنعت]، من خلال تأمّلات داخلية وإماتات خارجية، بلبس الزنار [الحديدي] وبصلوات متواصلة من أجل الخطأة ومن أجل الرحمة للعالم كلّه. وقال لي يسوع: «يستقر نظري اليوم بارتياح على هذا المنزل».
281- إنني أشعر أن رسالتي لن تنتهي عند موتي، بل تبدأ. أيتها النفوس المتردّدة. سأزيح لكم على حدة ستار السماء لأقنعكم بجودة الله، فلم تعودوا تجرحون، بعدم ثقتكم، قلب يسوع الكلّي الرأفة.
282- (125) قال لي الرب مرة: «يا ابنتي العزيزة لقد حرّكتْ قلبي رحمة كبيرة نحوك، لمّا رأيتك تتمزّقين من الألم الكبير الذي تحمّلتيه بتوبتك عن خطاياك. إني حبّك الطاهر والحقيقي. لذا أنا أعطيك المكان الأول بين العذارى، فأنت فخر ومجد آلامي. أرى كل تواضعك ولا شيء يغيب عن انتباهي، إني أرفع التواضع إلى عرشي أنا، هذا هو مبتغاي».
الله واحد في الثالوث الأقدس
283- أريد أن أحبّك بحبّ لم تظهره لك بعد نفس بشريّة. ورغم إنني كليّة الحقارة وصغيرة رميت مرساة ثقتي في عمق لجّة رحمتك يا إلهي وخالقي. رغم حقارتي الكبيرة لا أخشى شيئًا بل آمل أن أرتّل كل أنشودة المجد للأبد. فلا تدع، حتّى النفس الأكثر حقارة، تقع فريسة الشكّ لأنه طالما يعيش الانسان فباستطاعته أن يصبح قديسًا عظيمًا، لأن قوّة نعمة الله هي عظيمة أيضًا. يبقى أن لا نعارض عمل الله.
284- يا يسوع، لو كنتُ أستطيع أن أتحول إلى ضباب أمام عينيك فأغطي الأرض، فلا ترى بعد جرائمها الفظيعة. لمّا أنظر يا يسوع إلى العالم ولا مبالاته نحوك يملأ الدمع عيناي ولكن يدمي قلبي عندما أرى برودة نفس راهبة.
285- دخلتُ مرّة غرفتي وكنتُ جدّ تعبة فاضّطررت أن أستريح قليلاً قبل أن أخلع ثيابي. ولمّا خلعتها جاءت إلى عندي إحدى الراهبات وطلبت إليّ أن أجلب لها بعض الماء الساخن. رغم تعبي ارتديت ثيابي بسرعة وحملتُ لها الماء الذي طلبتْه، كانت المسافة طويلة بين الغرفة والمطبخ وكان الوحل يصل إلى الكاحل. لمّا عدتُ إلى غرفتي رأيت حقَّ القربان مع السرّ المقدّس وسمعتُ هذا الصوت: «خذي هذا الحق وضعيه في بيت القربان». تردّدت أولاً ولمّا اقتربتُ لآخذه سمعت هذه الكلمات: «تعاملي مع كل راهبة بنفس الحبّ الذي تعاملينني به ومهما تصنعيه لهنّ فإنك تصنعينه لي». وبعد برهة من الوقت رأيت أنني وحدي.
286- ذات مرّة بعد صلاة عبادة على نية وطننا، اجتاز نفسي ألم، فرحت أصلّي بهذا الشكل: «يا يسوع الكلّي الرحمة أطلب إليك بشفاعة قدّيسيك ولا سيّما بشفاعة أمّك الحنونة التي غذّتك منذ طفولتك، أن تبارك وطني مسقط رأسي. أتوسّل إليك يا يسوع، لا تنظر إلى خطايانا بل إلى دموع الأولاد الصغار الذين يتألّمون جوعًا وبردًا. أعطني النعمة التي أطلبها منك لوطني، رأفة بهؤلاء الأبرياء». رأيتُ حينئذ الرب يسوع وعيناه مملوءتان دموعًا وقال لي: «أنظري يا ابنتي، كم هي عظيمة رأفتي بهم اعلمي أنهم هم الذين يرفعون العالم».
287- يا يسوع، لمّا أنظر إلى حياة هذه النفوس أرى العديد منها يخدمونك بارتياب. في بعض الأوقات، لا سيما عندما يكون هناك مناسبة لإظهار حبهم لله، يهربون من ساعة المعركة. وقال لي يسوع مرة: «أتريدين أنت أيضًا يا ابنتي أن تتصرّفي هكذا؟». فأجبتُ الرب: «آه! لا يسوع لن أنسحب من ميدان القتال حتى لو انبجسّ عرقٌ قتّال على جبيني. لن أدع السيف يسقط من يدي إلى أن أستريح على أقدام الثالوث الأقدس». مهما أصنع، لا أتكل على قوّة ذاتي بل على نعمة الله. تستطيع النفس بنعمة الله، أن تتغلّب على أكبر الصعوبات.
288- (127) كان لي مرّة، حديث طويل مع يسوع حول الطالبات، فسألته وقد شجّعني حنانه: «هل تجد بين الطالبات من يطمئن إليهن قلبك؟” أجاب يسوع: «نعم ولكن حبهنّ هو ضعيف، لذلك أنا أضعهن تحت عنايتك الخاصّة فصلي لهنّ».