الدفتر الأول

9- (38-32) أمّ الله تظهر في رؤيا وفوستينا تُرفع للمحاكمة أمام عرش الله

32- مرة أخرى سمعت هذه الكلمات: «اذهبي إلى الأم الرئيسة وأسأليها أن تسمح لك أن تقومي يومياً بصلاة مع أمّي. صلّي من كل قلبك بالاتّحاد مع مريم وحاولي أيضاً في هذا الوقت أن تصنعي درب الصليب». حصلت على الإذن، ولكن ليس لساعة كاملة بل فقط طيلة ما يتبقى من وقت بعد إنهاء واجباتي.

33- كان عليّ أن أقوم بهذه التساعية على نيّة بلادي. وفي اليوم السابع من التساعية رأيت أمّ الله بين السماء والارض، لابسة ثوباً متألّقاً. كانت تصلّي ويداها مضمومتان إلى صدرها وعيناها محدقتان في السماء. وينطلق من قلبها شعاعات نارية توجّه بعضها نحو السماء بينما غطّى البعض الآخر بلادنا.

34- لما أخبرت معرّفي بهذا وبأمور أخرى، أجاب أنه لا بدّ أن تكون هذه الأشياء، آتية حقاً من عند الله، كما أنه يمكن أن تكون مجرد وَهم. كان يصعب عليّ أن اتحدث عن هذه الأمور. لا سيّما أنه لم يكن لديّ معرّف ثابت بقربي بسبب التبديل المتكرر [في مهمّاتي]. صليت بحرارة أن يعطيني الله هذه النعمة الكبرى أي مرشداً روحياً. ولم تستجب صلواتي إلا بعد نذوراتي الدائمة لمّا ذهبت إلى فيلنيوس. كان هناك الكاهن الأب سوبوكو قد سمح لي الله أن أتعرف إليه برؤية داخلية حتى قبل مجيئي إلى فيلنيوس.

35- حبذا لو كان لي مرشد روحي منذ البدء، لما كنتُ أضعتُ الكثير من نعم الله الوافرة. يمكن الكاهن المعرّف أن يحمل الكثير من المساعدة إلى النفس. ولكن يمكنه أيضاً أن يُسبّب لها ضرراً فادحاً. فكم يجب على المعرّفين أن يكونوا يقظين حيال نعمة الله في النفوس التائبة. إن هذا على ذات أهمية. إن درجة إلفتنا مع الله تُقاس بوفرة النِعَم المعطاة إلى النفس.

36- دُعيتُ مرة إلى المحاكمة أمام [عرش] الله. وقفت وحدي أمام الرب. ظهر يسوع كما نعرفه بآلامه. وبعد حين اختفت جراحات يديه ورجليه وجنبه. وفجأه رأيت حالة نفسي كما يراها الله. استطعت أن أرى كل شيء أغاظ الله. ولم أعرف من قبل أنه يجري حساب حتى على أصغر المخالفات. يا له من وقت رهيب! سألني يسوع :«من أنت؟» أجبته «أنا خادمتك يا رب». «أنتِ تستحقّين يوم عذاب في نار المطهر».

أردت أن ارمي بنفسي فوراً في لهيب المطهر. لكن يسوع أوقفني وقال: «ماذا تفضّلين، أن تتعذبي الآن يوماً في المطهر أم تتألمين بعض الوقت على الارض»؟ أجبتُ. «أريد أن اتعذب في المطهر وأريد أن اتحمل أيضاً أمرّ العذابات على الارض، ولو اقتضى ذلك حتى نهاية العالم». أجاب يسوع: «واحد [من الإثنين] يكفي. ستعودين إلى الأرض وستتعذّبين هناك كثيراً ولكن لزمن قصير. ستتمّمين إرادتي ورغباتي. وستساعدك إحدى خادماتي على ذلك. والآن إسندي رأسك إلى صدري، إلى قلبي واستمدّي منه القوة والشجاعة لتحمّل تلك العذابات. لانك لن تجدي لا عوناً ولا تعزية في أي مكان آخر. إعلمي انك ستتألمين كثيراً، كثيراً. ولكن لا تخافي من ذلك فأنا معك».

37- بعد ذلك بقليل مرضت. كان الضعف الجسدي مدرسة أتعلّم فيها الصبر. ويسوع وحده يعلم كم كان عليّ أن أجهد نفسي لأقوم بواجباتي. 

38– يستعمل يسوع كل وسيلة ممكنة في سبيل تنقية نفس ما. لقد تحمّلت نفسي تجاهل الناس التامّ لي. غالباً ما كانت أخواتي الراهبات تفسرّن خطأ أطيب نواياي. وهذا هو نوع من أمرّ العذابات. ولكن الله يسمح بذلك وعلينا أن نرضى به لأننا، بهذا نتشبّه بالمسيح. هناك شيء لم استطيع فهمه أبداً وهو أن يسوع كان يأمرني أن أُعلم رئيساتي بكل شيء. اللواتي لم يصدقنني ونظرنَ إليّ بشفقة كما لو كنت موهَمَة ومتخيّلة الأشياء. قرّرت خوفاً من الأوهام، أن أتحاشى الله في داخلي، لأنني صدّقت نفسي بأنني موهمة، ولكن نعمة الله كانت تقنعني في كل خطوة وكأن الله يتحدّث إليّ في حين لا أتوقعه…

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق