الدفتر الثالث

103- قولي للبشرية المتألّمة أن تتكوكب حول قلبي الرحوم وأنا أملأها سلامًا

1062- + قمتُ بساعة عبادة، للشكر على النِعَم التي وُهبت لي وعلى مرضي. المرض هو أيضًا نعمة كبيرة. أنا مريضة منذ أربعة أشهر. ولكن لا اذكر أنني أضعتُ ولو دقيقة واحدة منها. كان كل ذلك من أجل الله والنفوس. أريد أن أكون أمينة له في كل مكان. تحققتُ، وقت العبادة، من العناية الكاملة والجودة التي أغدقها عليّ يسوع والحماية التي سلّحني بها ضدّ الشرير. أخصّك بالشكر يا يسوع لأنّك زرتني في وحدتي وأشكرك لأنك أوحيتَ إلى رئيساتي أن ترسلني إلى هذا العلاج. أعطهنّ يا يسوع قوّة بركتك وعوّض عليهن عن كل الخسارة التي وقعت بسببي.

1063- ألحّ عليّ يسوع اليوم أن أقوّي وأطمئن إحدى السيدات التي فتحت لي قلبها وأخبرتني عن صعوباتها. كانت تلك النفس مرضية لله دون أن تدرك ذلك. وتركها الله في تواضعها العميق. فشرحت لها كل توجيهاته.

 

1064- يا معلّمي الكلي الحنان، يسوع الصالح، إنني أعطيك قلبي. فاعطه الشكل والقالب الذي تريد. أيها الحب الذي لا يُدرَك، إفتح كل تُوَيْج زهرة قلبي كبرعم ورد لطلاوة الندى. أنت وحدك، يا خطيبي، تعرف عطر زهرة قلبي. فليرضك عطر ذبيحتي. أيها الاله الأزليّ، السعادة الدائمة أنت هنا على الأرض سمائي. لتصبح كل نبضة من نبضات قلبي أنشودة مجد جديدة لك. أيها الثالوث القدوس. ولو كان لديّ قلوب بعدد نقاط المياه في المحيط وحبّات الرمل في كل العالم، أقدّمها كلها لك، يا حبّي وكنز قلبي. أريد أن أجلب إلى حبّك كل الذين سألتقي بهم في حياتي، أيًّا كانوا، أنت يا يسوع جمالي، وراحتي ومعلّمي الوحيد وقاضيّ ومخلّصي وعروسي معًا. إنني أعرف أن كل لقب يستدعي الآخر. لقد أوكلتُ كل شيء إلى رحمتك.

1065- + يا يسوع خاصّتي، ساعدني عندما تأتي الأيام الصعبة والعاصفة، أيام الإمتحان، أيام الصعوبات عندما يثقل الألم والتعب على جسدي وروحي. شجّعني يا يسوع وقوّني على تحمّل الألم. كن حارسًا لشفتيّ فلا تنطق بكلمة تأفف من الخلائق. إن قلبك الكليّ الرحمة هو رجائي. أن رحمتك وحدها تحميني. اضع كل ثقتي بها.

27 آذار 1937

1066- رجعتُ اليوم من برادفيك بعد علاج دام تقريبًا أربعة اشهر. أشكر الله على كل شيء. لقد استفدت من كل لحظة لأمجّده. لمّا ذهبت إلى الكنيسة تأكّدت كم سأتألّم وأجاهد بالنسبة إلى كل هذه القضية. يا يسوع قوّني، أنت وحدك تستطيع مساعدتي. أعطني الشجاعة.
27 آذار. القيامة.

1067- في قدس القيامة رأيت الرب جميلًا وبهيًّا وقال لي: «يا ابنتي السلام لكِ». باركني ثم اختفى وامتلأت نفسي سعادة وفرحًا فوق كل وصف وتقوّى قلبي للجهاد والألم.
1068- تحدّثت اليوم مع الأب [أندراز]  وأوصاني بأن أكون شديدة الحذر بالنسبة إلى ظهورات الرب المفاجئة. ولمّا كان يتحدّث عن الرحمة الإلهية خالج قلبي شيء من القوّة والشجاعة. كم أريد يا إلهي، أن أعبّر عن كل شيء ولكن لا أستطيع إلى ذلك سبيلًا. قال لي الكاهن إنّ الرب هو كريم للغاية في تواصله مع النفوس. ولكن من جهة ثانية هو ضنين – إذا جاز التعبير- «رغم أنّ كرم الله هو فائض»، أضاف الكاهن، «كوني حذر على كل حال، لأن مثل هذه الظهورات المفاجئة تثير الشكّ. بينما لا أرى فيها، أنا شخصيًا أي شيء خطأ أو ضدّ الايمان، كوني أنت أكثر حذرًا. وعندما تأتي الأم الرئيسة تستطيعي التحدّث معها حول هذا الموضوع».

29 آذار 1937

1069- رأيت اليوم، وقت المناولة، الرب في جمال فائق وقال لي: «السلام لكِ يا ابنتي». فارتجفت نفسي حبًّا له وقلتُ: «يا سيدي، رغم أنني أحبّك من كل قلبي، أرجوك أن لا تظهر لي بعد الآن لأن مرشدي الروحي نبّهني أن مثل هذه الظهورات المفاجئة تثير الشكّ وقد تُعتَبر وهمًا. ورغم أنني أحبّك أكثر مما أحبّ حياتي وأعرف أنك أنت سيدي وإلهي الذي تتواصل معي، يجب أولًا أن أطيع معرّفي».
أستمع يسوع إلى كلماتي بجديّة وحنان وقال لي هذه الكلمات: «قولي إلى معرّفك إنني أتواصل معك بشكل وديّ لأنك لا تسرقين هباتي، لذا أنا أغدقها على نفسك. لاسيما أنني أعرف أنك لن تخزنيها لك وحدك. وعلامة منّي أن حكمته تروق لي، سوف لن ترينني ولن أظهر لك بهذا الشكل إلى حين تؤدّين له تقريرًا عمّا قلته لك».

2 نيسان 1937

1070- في الصباح وقت القداس، سمعتُ هذه الكلمات: «قولي إلى الأمّ الرئيسة إنني اريد أن تقام عبادة هنا على نيّة نيل الرحمة الى العالم».
1071- يا يسوع خاصتي، أنت وحدك تعلم ما يتحمّل قلبي. يا قوّتي، يمكنك أن تصنع كل شيء. ورغم أنني أتعرّض لآلام جمّة، سأبقى أمينة لك لأنّ نعمتك الفريدة تساندني.

3 نيسان 1937

1072- قال لي الرب اليوم: «قولي لحضرة الاستاذ [ربما الأب تيودور] إنني أريد أن يُلقي عظة في مناسبة عيد الرحمة، حول رحمتي التي لا تُدرَك». لقد أتمنت رغبة الله ولكن الكاهن رفض أن يتعرّف إلى رسالته. لمّا غادرتُ كرسيّ الإعتراف سمعت هذه الكلمات: «إصنعي ما قلته لك وكوني مطمئنّة. هذه القضية هي بيني وبينه،ولستِ أنت مسؤولة عنها».

4 نيسان 1937

1073- الأحد الأول بعد الفصح أي عيد الرحمة. عند الصباح وبعد المناولة إستغرقت في الألوهيّة. كنتُ متحدة مع الأقانيم الثلاثة الإلهية مما جعلني لمّا إتّحدت بيسوع، إتّحدت بالوقت نفسه بالآب والروح القدس. وفاضت نفسي فرحًا فوق كل إدراك. وجعلني الرب أختبر كل محيط وعمق الرحمة غير المُدْركة. آه! لو كانت النفوس ترغب أن تدرك محبة الله لها. فكل تشبيه لهذه المحبة مهما كان مؤثرًا أو متأججًا يبقى ظلًا شاحبًا أمام الحقيقة وعندما تحدّثت مع الرب أدركت كم من النفوس تمجّد رحمته.

1074- لمّا ذهبت إلى ساعة السجود سمعت هذه الكلمات: «يا ابنتي الحبيبة، دوّني هذه الكلمات، إن قلبي استراح في هذا الدير؟ [ مقر كراكو] أخبري العالم عن رحمتي وحبّي. إنّ لهيب الرحمة يتضرّم فيّ، أريد أن أغدقها على نفوس البشر. آه! كم تسببت لي تلك النفوس بألم عندما ترفضها.
إصنعي يا ابنتي كل ما باستطاعتك لنشر عبادة رحمتي. وأنا أعوّض عمّا ينقصك. قولي للبشرية المتألّمة أن تتكوكب حول قلبي الرحوم وأنا أملأها سلامًا. قولي [لكل الشعوب] يا إبنتي إنني الحبّ والرحمة بالذات. عندما تقترب مني نفس بثقة، أفيض عليها من غزارة نعمتي حتى لا تستطيع وحدها أن تستوعبها فتنشرها حينئذٍ إلى غيرها من النفوس».
1075- «إنني أحمي النفوس التي تنشر تكريم رحمتي، طوال حياتها، كما تحمي الأم العطوف طفلها، ولن أكون لها قاضيًا في ساعة الموت بل مخلّصًا رحومًا. في تلك الساعة الأخيرة، لا تجد النفس شيئًا تحمي به ذاتها، سوى رحمتي. طوبى للنفس التي تستغرق طوال حياتها في ينبوع الرحمة لأن العدالة لن تقبض عليها».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق