الدفتر الأول

39- فوستينا تشاهد كل آلام يسوع وما ستتحمّله هي تكفيراً عن الخطأة

188- في أيام المرفع الأخير، بينما كنتُ في ساعة سجود، رأيت الرب يسوع يتألم كما في وقت جلده. يا له من نزاع لا يوصَف . أيها الخطاة المساكين، كيف يمكنكم ان تواجهوا يسوع يوم الحكم انتم الذين تعذبونه اليوم بهذه القساوة. لقد سال دمه على الارض وسقط لحمه عن بعض أجزاء جسمه. رأيت بعض العظام العاري على ظهره، ويسوع الوديع يئنّ بهدوء ويتأوّه.

189- في إحدى المناسبات جعلني يسوع ادرك كم ترضيه النفس التى تحفظ النظام بأمانة. فهي تنال، بحفظ النظام، مكافأة أوفر من المكافأه على التضحيات والإماتات الكبيرة ، تكافأ هذه الأخيرة إذا ما تحققت في خارج إطار النظام ولكن لن تفوق مكافأة حفظ النظام.

190- طلب منّي يسوع مرة، وقت العبادة ، أن أقدّم له ذاتي، وذلك بتحمل بعض الآلام تكفيراً، ليس فقط عن خطايا العالم إجمالاً ، بل بالأخصّ عن المخالفات المرتكبة في هذا الدير. قلت له حالاً : “لا بأس ،انا مستعدة”. غير أن يسوع أراني ما وجب عليّ أن أتحمل ،وانكشفت في لحظة،كل آلامه أمام عينيّ. يصعب فهم نواياي في بادىء الأمر.

سألاقي كل أنواع الشكوك والارتياب ،كما سأتحمّل كل أنواع التحقير والخصومات. لن أذكر كل شيء هنا .وبانتظار موافقتي تجمّعت كل هذه الأشياء أمام عين نفسي كعاصفة سوداء ، سيندلع منها البرق في أية لحظة. أرتعد كياني لوقت قصير. وفجأة  قرع جرس الغداء.تركت الكنيسة مرتجفة ومتردّدة. وبقيت التقدمة حاضرة أمامي،لأنني لم أقرّر بعد قبولها أو رفض طلب الرب. أردت أن أضع كل ذاتي بتصرّف إرادته. أنا مستعدّة إذا أراد الله أن يفرضها عليّ.

لكن يسوع جعلني أدرك أن عليّ أن أرضى وأقبلها حرّة وبملء وعيي،وإلا لن يكون لها معنى وإن قوّتها تكمن في حريّة عملي أمام الله. لكنّ يسوع أفهمني أيضاً أن القرار هو بملء استطاعتي . يمكنني أن أقبل أو أرفض .فأجبت حالاً “يا يسوع أنا أقبل مل شيء تريد.إنني أثق برحمتك. شعرتُ في هذا الوقت بالذات أن عملي هو تمجيد لله…وتسلّحت بالصبر.وما إن غادرت الكنيسة حتى اصطدمت بالواقع. لا أريد أن أصف كل التفاصيل ولكن صادفتُ منها كل ما أستطيع أن أتحمّل ولَم يكن بإمكاني أن أتحمل بعد،نقطة واحدة منها.

191- ذات صباح سمعت هذه الكلمات في نفسي”إذهبي الى عند الرئيسة العامة[مايكل] وقولي لها إن هذا الشيء لا يرضيني في هذا وذاك الدير”.لا أستطيع أن أسمّي الشيء أو البيت ولكن قلته للأم الرئيسة العامة، رغم أن ذلك كلّفني كثيراً.

192- أخذتُ مَرَّة على عاتقي تجربة مخيفة اعترتْ إحدى طالباتنا في فارسو. كانت تجربة الانتحار. تألمتُ كثيراً لمدة سبعة أيام.وبعد مضي سبعة أيام وهبني يسوع النعمة التي سألته إياها وتوقفتْ أيضاً آلامي .كانت آلاماًمرّة. غالباً ما آخذ على نفسي عذابات الطالبات بعد أن يسمح ذلك لي يسوع ومعرّفي معاً.

193- إن قلبي هو دائماً مقر ليسوع . فلا يسكنه أحد سواه.واستمد القوّة من يسوع لمحاربة الصعوبات والمعارضات .أريد أن أتحوّل إلى يسوع لأتمكن من إعطاء نفسي كليّا للنفوس.وبدونه لا أستطيع الاقتراب من النفوس لأنني أعرف ذاتي. أتشرّب الله في داخلي لأعطيه إلى النفوس.

194- 27 آذار. أرغب أن أجاهد وأدأب وأفرغ ذاتي من أجل عملنا لخلاص النفوس الخالدة. ولا همّ إن قصّرتْ هذه الجهود حياتي،لأنها لم تعدْ لي بل لجماعة الدير أريد أن أكون مفيدة للكنيسة جمعاء وللجماعة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق