هل تثق بالرب يسوع وبرحمته؟ إليك ما قاله للقديسة ماتيلدا عن الثقة بالرحمة الإلهية
ليست الثقة بالرحمة الإلهية أن ننكر الدينونة والعقاب ولا أن نستخفّ بالخطيئة ونستهزئ بمجّانية العطاء الإلهي. ليست الثقة بالرحمة الإلهية تسخيفاً للمشاكل التي نعيشها وهروباً من واقع الى عالم مثالي.
الثقة بالرحمة الإلهيةهي مفتاح لمعرفة الله والإستفادة من نعمه الغزيرة وقدرته العظيمة وحبّه المجّاني. طوبى لمن يفهم الحبّ ويسعى أن ينقّي قلبه ليعاين رحمة الله فيصبح شاهداً لها جميع أيام حياته.
كلمات الرب يسوع للقديسة ماتيلدا
رأت القديسة ماتيلدا الرب يحمل في يديه إكليلاً من الخشب الجاف، وقد علّق عليه وروداً جميلة جداً، ويقول: «مهما كان للخاطئ قلب جاف، يمكنه أن يخضرّ لوقته إذا تاب. سوف ينعطف عليه قلبي بكل وداعته ورحمته، كأنه لم يخطأ أبداً».
«الثقة هي المفتاح الذي، من خلاله، تنفتح لك كنوز رحمتي اللامتناهية، إن خطيئة الشكّ تؤلمني أكثر من غيرها من الخطايا، وتجرح قلبي في الصميم. كم أحبّ البشر! أكتبي يا ابنتي أني أشعر في النفس بثقة لا توصف».
«إن رحمتي تتأثّر بصلوات البشر وبؤسهم؛ كل اختلاج منهم مسموع مني. سأرّد عليهم أمام الله أبي. وسوف أقدّم حياتي الأرضية الفائقة القداسة والكمال، وكل ثمار آلامي المريرة، من أجل جميع خطاياهم. ذلك أنه، من خلالي، كل ما هو إنساني سيلحق به الكمال. ألستُ قادراً على دفع جميع الديون، والتشفّع لأجل كل بؤس؟».
«من هو مقيّد لا يتمتّع بالقدرة ويمكن أن يُنزع منه كل ما يملكه. لقد كنتُ، عند نزاعي، مقيّداً على الصليب، دون أن تكون لي القدرة على الحراك، وذلك علامة على أنني قد تركت للإنسان كل الخير الذي أمتلكه كإله وإنسان؛ كل شيء قد قدّمته: آلامي، أعمالي، إستحقاقاتي؛ والإنسان يمكنه أن يأخذ بكل ثقة كل ما يخصّني. رغبتي هي أن يتمتّع بكل ما عندي من خيرات. إذا طلب رحمتي، سأنسى الى الأبد ذنوبه».
قال الرب للقديسة ماتيلدا: «الحقّ أقول لكِ، يرضيني كثيراً ثقة البشر التي تجعلهم يرجون مني أموراً كبيرة؛ وإذا آمن أحد بأني بعد حياته، سأغمره بخيرات تفوق استحقاقاته، ويشكرني عليها مسبقاً فهو يرضيني بشكل أنه، على قدر ما يؤمن ويتوقّع مني سأكافئه، وأكثر مما يستحقّه. لذلك إنه من المفيد للإنسان أن يرجو كثيراً بي، وأن يسلّم لي نفسه».