مقالات

العلاقة الخفيّة بين رسالة فاطيما والرحمة الإلهية – قلب مريم الطاهر وقلب يسوع الأقدس

فاطيما والرحمة الإلهية
كل ما تفعله الأم السماوية متّحد إتّحاداً وثيقاً بابنها الإلهي، لذا التعبّد لها يقرّبنا أكثر من الرب يسوع. يجب أن لا نتفاجأ أن إثنين من أعظم العبادات في عصرنا – فاطيما والرحمة الإلهية – ترتبط ارتباطاً وثيقاً.
سيّدة فاطيما ورسائلها، والرحمة الإلهية يهدفان الى الكشف والتعريف وتقديم رحمة الله الى العالم.

 

رسالة الرحمة ليست اختيارية
أراد الرب يسوع بواسطة القديسة فوستينا، أن يكشف إرادته وهي أن يطلب الإنسان رحمته، وأن يكون رحيماً مع قريبه، وأن يثق كليّاً بيسوع. فرسالة الرحمة ليست اختيارية، إنها إلزامية للوصول الى السماء والدرب الذي يُعدّ العالم لمجيء الرب الثاني. كما قال الرب يسوع للقديسة فوستينا : “سوف تُعدّين العالم لمجيئي الأخير”.

الرحمة الإلهية هي الأمل الأخير للبشرية في الخلاص. قد أشارت الكنيسة إلى مدى أهمية الرحمة الإلهية من خلال تعيين عيد الرحمة الإلهية في الأحد التالي لأحد الفصح. وهكذا، لدينا ثُمانيّة تبدأ مع عيد الفصح عندما شرّع يسوع أبواب السماء وتنتهي في عيد الرحمة الإلهية حيث فاضت ينابيع الرحمة علينا..
سوف نُحاكم عن مدى اتّباعنا أبجديّة الرحمة الإلهية. توصي الكنيسة بتلاوة مسبحة الرحمة الإلهية يومياً، وهي صلاة تُقدّم الله لله. وأن نصلي من أجل ارتداد الخطأة، خاصّة الساعة الثالثة، الساعة التي فاضت الرحمة على البشرية عند موت يسوع على الصليب، والتأمل بآلام الرب يسوع، وبتكريس أنفسنا لقلب مريم الطاهر. في فاطيما، قالت السيدة العذراء للرعاة الثلاثة: “لإنقاذ الخطأة المساكين، يرغب الله بنشر التعبّد لقلبي الطاهر في العالم أجمع”.

 

الآن أكثر من أي وقت مضى
إن أفضل نموذج يحتذى به لعيش حياة الرحمة، هي الأم المباركة، بدءاً بإعطاء ابنها يسوع المسيح للعالم. لقد أتى من قلبها الطاهر. من خلال تكريس أنفسنا لقلب مريم الطاهر، نفتح أنفسنا على كل ما يهبنا إياه يسوع من خلال والدته.
أن رسائل فاطيما اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وقد ناشد الباباوات الثلاثة الأخيرون العالم على إتّباع رسائل فاطيما لأنها تقودنا على طريق السلام وبمقدورها إنقاذ الكثير من النفوس. قال البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته الأولى إلى فاطيما في عام 1982: “إن رسالة فاطيما هي نواة أساسية، نداء للارتداد والتوبة، كما في الإنجيل”. وأكد البابا فرنسيس على “التعبّد الحقيقي لمريم، وخاصة من خلال الوردية المقدّسة والتكرّس لقلب مريم الطاهر، والذي يسمح لنا أن نقترب من جديد من نبع الرحمة”.

 

مريم، مصدر الحبّ الرحيم
مريم هي من جلبت لنا مصدر الحبّ الرحيم. التكرّس لقلبها الطاهر يعني العودة الى صليب الإبن، وحمل العالم وجميع مشاكله ومعاناته الى قلب الفادي المطعون، وبالتالي الى مصدر الخلاص. التكرّس لقلب مريم الطاهر يعني حمل العالم من خلال قلب مريم الطاهر الى الرحمة الإلهية. يسوع هو الهدف ومريم هي الدليل. قلب مريم الطاهر يقودنا الى قلب يسوع الأقدس.

 

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق