123- القديسة فوستينا تصلّي وتتألّم من أجل الخطأة
1463- +جعلني الرب أدرك أن كثيرًا من الأساقفة كانوا يعتبرون قضيّة هذا العيد مثل بعض العلمانيين. منهم من كان متحمسًا لعمل الله هذا، بينما لم يؤمن به غيرهم. ورغم كل شيء، كانت النتيجة للمجد الأعظم لعمل الله. كانت الأم إيرين والأم ماري جوزف تعطيان إلى هؤلاء الرؤساء نوعًا من التقارير، غير أن أسئلتهم كانت تتمحور حولي أكثر مما تتمحور حول العمل. لم يكن هناك شكّ حول العمل بحدّ ذاته لأن مجد الله قد سبق وأُعلِنَ.
1464- شعرت اليوم بتحسّن. كنتُ سعيدة لأنني إستطعت أن أتأمل طوال ساعة السجود. ثم سمعت صوتًا : «ستتدهور صحّتك، لا تؤجّلي سرّ التوبة لأن ذلك يزعجني. لا تهتمّي بالتأففات حولك». تعجبت من ذلك لأنني شعرتُ اليوم بتحسن. غير أنني لم أكترث لهذا التحسّن. لمّا أطفأت الراهبات النور بدأت بساعة السجود. ولكن بعد قليل ساءت حالة قلبي وتألّمت بالصمت لغاية الساعة الحادية عشرة عندئذ إزداد سوء حالي فاضطررت أن أوقظ الأخت ن.[ربما الأخت فابيولا] رفيقتي في الغرفة، فأعطتني بعض نقاط من الدواء ممّا حمل إليّ بعض الراحة، فاستطعت أن أستلقي على فراشي. فهمت الآن تنبيه الله. قرّرت أن أستدعي ،في الصباح، كاهنًا ما وأن أكشف له عن سرّ نفسي. ولم ينته الأمر على هذا الحدّ، كنتُ أصلّي لبعض الوقت من أجل الخطأة، وأقدّم آلامي على نيّتهم ممّا لم يستطع الشيطان تحمّله.
1465- فقال لي الشيطان وقد أخذ شكل رؤية: «لا تصلي من أجل الخطأة، بل لأجل ذاتك، لأنك ستهلكين». دون أن أعيره أي إنتباه، ثابرتُ في الصلاة بحرارة مضاعفة من أجل الخطأة. فصرخ الروح الشرير بغضب: «آه! لو كان لي سلطة عليك!». وتوارى، رأيت أن آلامي وصلواتي قيّدت ابليس وانتزعتْ بعض النفوس من قبضته.
1466- يا يسوع، مُحب الخلاص البشري، أجذب النفوس إلى الحياة الإلهية. فلتتمجّد عظمة رحمتك هنا على الأرض وفي الأبدية. أيّها العظيم محبّ النفوس الذي، برأفتك التي لا حدّ لها، قد دفّقت الينابيع الرحمة الخلاصيّة حتى تتقوّى النفوس في مسيرة حياتها. رحمتك في حياتنا كخيط ذهبي يصون إرتباط كياننا بالله منظّمًا. فهو لا يريد شيئًا كي يَسعد، لأن كل شيء هو فقط من عمل رحمته. ترتعش حواسي فرحًا عندما يهبني الله معرفة أعمق بصفته العظيمة هذه، لاسيّما رحمته التي لا تُقاس.
1467- 7 كانون الثاني 1938 يوم الجمعة الأول من الشهر. رأيت هذا الصباح ، في القداس،ولوقت قصير، آلام المخلص. وممّا أذهلني أن يسوع كان في غاية الهدوء في غمرة آلامه المُرّة، فأدركت أن هذه هي أمثولة لي لمّا يجب أن يكون عليه مسلكي الخارجي في وسط آلامي المتنوعة.
1468- شعرتُ لوقت طويل بألم في يدي ورجلي وجنبي. ثم رأيت بعض الخطأة يستفيدون من آلامي ويقتربون من الله. كل ذلك من أجل النفوس الجائعة حتى لا تموت جوعًا.
1469- +ذهبت اليوم إلى الإعتراف عند الكاهن المرشد [الأب تيودور]. لقد قوّاني يسوع من خلال هذا الكاهن. يا أمّي، كنيسة الله، أنت أمّ حقيقيّة تفهم أبناءها.
1470- آه! كم يطيب لنا أن نعلم أن يسوع سيحاكمنا حسب ضميرنا لا حسب أقوال الناس وأحكامهم. أيتها الجودة التي لا تُدرَك أجدك مليئة بالصلاح في حكمك هذا بالذات.
1471- رغم شعوري بضعفي وحاجتي للراحة، أشعر بوحي النعمة تقول لي أن أحزم أمري وأن أكتب، لتقوية النفوس التي أحبّها كثيرًا والتي سأشاطرها الأبدية. أريد لها بشوق الحياة الأبدية، لذا أستعمل كل أوقاتي الحرّة، مهما كان الأمر، لأكتب بالشكل الذي يرغبه يسوع.
1472- 8 كانون الثاني. وقت القداس، أعطيت، لبعض الوقت، معرفة وضع الأب س. وقد تمجّد الله كثيرًا بفضل جهودنا المتبادلة. رغم أننا بعيدين الواحدة عن الآخر، فنحن غالبًا معًا، لأن هدفًا واحدًا يجمعنا.
1473 يا يسوع خاصّتي، أمنيتي الوحيدة، رغم أنني أريد أن أقبلك اليوم بحرارة أقوى من أي وقت مضى فإنّ نفسي، من هذا اليوم بالذات، هي أكثر جفافًا من الماضي. يزداد إيماني قوّة. لذا ستكون ثمار مجيئك يا سيدي، وافرة. رغم أنك تأنينني أحيانًا دون أن تلامس حواسي وتملك فقط على تفكيري، فإن الحواس تبتهج أحيانًا لمجيئك.