يوميات القديسة فوستيناالدفتر الخامس

125- محادثة الرب الرحوم والنفس الخاطئة

1480- + يا يسوع خبّئني في رحمتك واحمني ضد كل شيء قد يخيفني. فلا تخيّب ثقتي برحمتك. إحمني بقوة رحمتك، وحاكمني أيضًا بحنان.

1481– في قداس اليوم، رأيت الطفل يسوع قرب مسجدي. بدا وكأنّه له سنة من العمر وطلب إلي أن آخذه بين ذراعي. ولمّا حملته، تكبكب قرب صدري وقال: «يطيب لي أن أكون قريبًا من قلبِك». «رغم أنك صغير، أعلم أنك إله فلماذا تأخذ شكل طفل صغير لتتحدّث معي؟». «لأنني أريد أن أعلّمك الطفولة الإلهية. أريدك أن تكوني صغيرة جدًا، وعندما تكوني صغيرة، أحملك بالقرب من قلبي، كما أنت تحملينني الآن بالقرب من قلبك». مع هذا كنتُ وحدي ولا أحد يستطيع أن يتفهّم شعوري. كنت غارقة بالله كليًا كإسفنجة مرمية في البحر.

1482– +يا يسوع خاصّتي، أنت تعلم أنني جلبتُ لذاتي العديد من المصاعب بسبب قولي الحقيقة. أيتها الحقيقة المضطَهَدة غالبًا، أنت تتكلّلين دائمًا بإكليل من شوك! أيتها الحقيقة الأزلية! قوّيني وأعطني الشجاعة لأقول دائمًا الحقّ ولو اضطررت أن أدفع الثمن من حياتي. يا يسوع، كم يصعب تدقيق رؤية الشيء نفسه يُعلّم بشكل ما، إنّما يُعاش بشكل آخر.

1483– لذا، قرّرت طوال الرياضة، وبعد تأمل عميق بالحياة أن أركّز نظري عليك يا يسوع. أنت أكثر المُثُل كمالًا. أيتها الأبدية التي ستكشفين عن أسرار عديدة وتظهرين الحقيقة.

1484– أيتها البرشانة الحيّة، كوني عوني في هذا المنفى حتى أتقوّى وأمشي بأمانة على خطى المخلّص. لا أطلب منك يا رب أن تنزلني عن الصليب بل أن تعطيني القوّة لأثبّت عليه. أرغب أن أكون مثلك ممدّدة على الصليب. يا يسوع. أريد أن أتحمّل كل العذابات التي تحمّلتها أنت. أريد أن أشرب كأس المرارة حتى الثُمالة.

صلاح الله
1485– رحمة الله المختبئة في القربان المقدس، صوت الله الذي ينادينا من عرش الرحمة : «تعالوا إليّ جميعكم».

محادثة الرب الرحوم والنفس الخاطئة

يسوع: «لا تخافي من مخلّصك أيتها النفس الخاطئة، إني آخذ مبادرة المجيء إليك لأنني أعرف أنّك غير قادرة وحدك أن ترتفعي إليّ. أيها الولد، لا تهرب من والدك. أرغب بالتحدث بصراحة مع إلهك، إله الرحمة الذي يريد أن يحدّثك عن الغفران وعن فيض نعمته عليك. كم أنتِ عزيزة عليّ أيتها النفس. لقد كتبتُ اسمك على يدي، وأنت محفورة في قلبي كجرح عميق».

النفس: يا رب، سمعت صوتك يدعوني أن أرجع عن طريق الخطيئة ولكن ليس لدي القوة لذلك ولا الشجاعة.

يسوع: «أنا قوتك، سأساعدك في الجهاد».

النفس: لقد تعرّفت إلى قداستك يا رب وإنني خائفة منك.

يسوع: «أيّتها الطفلة! أتخافي إله الرحمة؟ لا تمنعني قداستي من أن أكون رحومًا. أُنظر، لقد أقمتُ لك على الأرض عرشًا من الرحمة- بيت القربان- ومن هذا العرش أريد أن ألج إلى قلبك. لا تحيط به حاشية أو حرس.  يمكنك أن تأتي إليّ في كل دقيقة، في كل وقت. أريد أن أتحدث معك وأعفي عنك».

النفس: يا رب أشكّ في أنك ستغفر خطاياي العديدة. تملأني حقارتي خوفًا.

يسوع: «إن رحمتي هي أوفر من خطاياك وخطايا العالم كله. من يستطيع أن يُقيس سعة رحمتي؟ لقد نزلت، لأجلك، من السماء إلى الأرض. ومن أجلك سمحتُ أن أسمّرَ على الصليب. من أجلك، تركت الحربة تطعن قلبي المقدس، فتفجّر منه بغزارة ينبوع الرحمة لأجلك. هلّمي إذا بثقة واستقي النعم من هذا الينبوع. لن أرفض أبدًا قلبًا تائبًا. لقد غرقت حقارتك في أعماق رحمتي. فلا تجادلني حول تعاستك. إنك تُفرحينني إذا ما سلّمتني كل صعوباتكِ وأحزانكِ. سأسكب عليك كنوز نعمتي».

النفس: لقد سيطرتَ يا رب، بجودتك، على قلبي المتحجّر. أقتربُ من محكمة رحمتك بثقة وتواضع حيث تحلّني أنت من خطاياي على ممثّلك. يا رب، إنني أشعر أن رحمتك وسلامك يملآن نفسي الحقيرة.
أشعر أن رحمتك قد سيطرت عليّ. يا رب، أنت تسامحني وهذا أكثر ما كنت أجرأ أن آمل به أو أتصوّره. إن صلاحك يفوق كل رغباتي. والآن وقد امتلأتُ إمتنانًا لنِعمك العديدة، أدعوك إلى قلبي، إنني تائهة كالإبن الشاطر الذي ضلّ. ولكنك ما تزال والدي. أكثِر من رحمتك نحوي فأنك ترى كم أنا ضعيفة.

يسوع: «يا ابنتي، لا تتحدّثي بعد عن حقارتك. لقد غفرت الآن خطاياكِ. إستمعي، يا ابنتي، إلى ما أريد أن أقوله لك. إقتربي من جروحاتي واستقي من نبع الحياة كل ما يشتهي قلبك. أشربث بوفرة من ينبوع الحياة فلن تتعبي في سفرك. أنظري إلى بهاء رحمتي ولا تخافي أعداء خلاصك. مجّدي رحمتي».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق