41- إجمعي خطأة العالم كله وغطّسيهم في لُجّة رحمتي. أريد أن أعطي ذاتي للنفوس.
202- جاءت اليوم أختي [واندا] لتراني. أخذني الذعر والهلع لمّا سمعت تصاميمها. كيف يمكن ذلك؟ لقد أعترى تلك النفس الصغيرة الجميلة بعين الرب ،ظلمة حالكة ولم تعرف كيف تتدبّر أمرها. لقد أسودّت الدنيا في وجهها . لقد عهدها الله إلى عنايتي واستطعت العمل معها طيلة أسبوعين. الله وحده يعرف كم كلّفني هذه النفس من تضحيات كبرى. ولَم أصلّي واضحّي وأتألم أبداً لأجل نفس قدام عرش الله، بقدر ما فعلت لهذه النفس. شعرت وكأنني أجبرت الله أن يغدق عليها نعمه. لمّا أفكر بذلك أرى أنه كانت حقاً أعجوبة. أعرف الآن كم هي قديرة الصلوات التوسّلية قدام الله.
203- الآن وطيلة الصوم اختبرت آلام الرب يسوع في جسدي. اختبرت في أعماق قلبي كل ما تألمه يسوع دون أن يعلم بها أحدٌ سوى معرّفي.
204- محادثة قصيرة مع الأم [مرغريت]. لمّا طلبتُ نصيحتها حول بعض التفاصيل المتعلّقة بتقدّم حياتي الروحية، أجابتني هذه الأم القديسة بكل وضوح عن كل شيء. قالت لي:«إذا تابعت تجاوبك مع نعمة الله بهذه الطريقة، ستكونين يا أختي، بعيدة عن الاتحاد بالله خطوة واحدة فقط، أنت تعلمين ما اعني بذلك، أعني أن علامتك المميزة هي أمانتك لنعمة الرب. لا يقود الله جميع النفوس في هذا الطريق».
205- القيامة. اليوم[في قداس] القيامة رأيت الرب يسوع وسط نور ساطع. تقدم مني وقال: «السلام معكنّ يا أخواتي». ورفع يده وباركني كانت جروحات يده ورجليه وجنبه مشعة ولا يمكن محوها. غرقتْ فيه نفسي بكلّيتها لمّا نظر إليّ بهذا الحنان وهذه المحبة. وقال أيضاً: «لقد اشتركتِ إلى حدّ بعيد في آلامي فإنني أعطيك اليوم حصّة وافرة من فرحي ومجدي». وبدا لي وقت [قداس] القيامة كأنه دقيقة واحدة. ملأ نفسي خشوع رائع واستمر طيلة موسم العيد. إن حنان الله هو أكبر من أن أعبّر عنه.
206- في اليوم التالي بعد المناولة سمعت الصوت يقول لي: «يا ابنتي ،أنظري في لجّة رحمتي وسبحي الله على رحمتي ومجّديه هكذا: إجمعي خطأة العالم كله [وغطّسيهم] في لُجّة رحمتي. أريد أن أعطي ذاتي للنفوس. يا ابنتي… ستجولين في العالم كله، في يوم عيدي، عيد الرحمة وتجلبين النفوس اليائسة إلى نبع رحمتي سأشفيها وأقويها».
207- صَلَّيْت اليوم على نيّة نفس تنازع ، على حافّة الموت دون أن تقبل الأسرار المقدّسة، رغم أنها كانت ترغب فيها، ولكن جاء الأمر متأخراً. كانت قريبة لي، امرأة عمّي. كانت نفس مرضية لله ولَم يكن بيننا تباعد آنذاك.
208- أيّتها التضحيات اليومية الصغيرة، إنّك شبيهة بأزهار بريّة أنشرها على أقدام حبيبي يسوع. أشبّه أحياناً تلك الصعوبات بفضائل بطوليّة لأن في طبيعة تحملّها لون البطولة.
209- لا أفتّش في آلامي عن مساعدة من الخلائق لأن الله هو كل شيء لي. غير أن الله، لا يَسمعني، كما يبدو أحياناً . أتسلح بالصبر والصمت كحمامة لا تتأفف ولا تتمرمر عندما يؤخذ منها أولادها . أريد أن أخرق إلى عمق حرارة الشمس ولا أتوقف في ضبابها . سوف لن أتعب لأنني أتكل عليك وحدك أنت يا قوّتي.
210- توسّلت إلى الله كي يقوّي إيماني ،فلا أنقاد في تعاستي إلى التدابير البشرية، بل إلى تدابير الروح. آخ! كم تشدّ الأشياء الإنسان نحو الأرض . إنما يرفع الإيمان الحيّ النفس إلى أعلى المناطق . ويحدّد في أدناه ، للأنانية مكاناً.
211- مرة أخرى غمرت نفسي ظلمة مخيفة ، شعرتُ وكأنني وقعتُ ضحية الأوهام. ولما ذهبت إلى الاعتراف لم أحصل أبداً على النور والطمأنينة. وتركني المعرّف أتخبط ، أكثر من قبل ، في الشكوك فقال لي: «لا أستطيع أن أميز أية قوّة تعمل فيك… أهي قوّة الله أم قوّة الروح الشرير». رحتُ أفكر بهذه الكلمات. لمّا غادرت كرسي الاعتراف وكلّما فكرتُ بها أزدادت نفسي ظلمة. «يا يسوع، ماذا أفعل؟». وكان يتجاذبني الحبّ من جهة والخوف من جهة أخرى. لا أستطيع أن أصف ذاك العذاب.
212-لما ذهبت الى الاعتراف مرة ثانية سمعت هذا الجواب: «لا أفهمك يا أختي، كنت أفضّل أن لا تعترفي عندي»…. إلهي! كم عانيت من الشدّة لأخبر كل شيء عن حياتي الروحية. وها أنا ألقى هذا الجواب «يا أختي، أنا لا أفهمك!».
213- لمّا غادرت كرسي الاعتراف طغت عليّ كل أنواع العذابات. ذهبتُ أمام القربان المقدّس وقلت: «يا يسوع ، خلصني.أنتَ ترى ضعفي». فسمعت هذه الكلمات: «سأعطيك القوّة طيلة الرياضة وقبل النذورات». رحتُ أسيرُ قُدُماً، وقد شجّعتني هذه الكلمات، دون أن أسأل نصيحة أحد. غير أن ثقتي بذاتي قد تزعزعت كثيراً فقرّرت أن أضع حداً لشكوكي بشكل حاسم. وكنت أنتظر بشوق خاص الرياضة الروحية قبل نذوراتي. ولكن رحتُ أسأل الله، قبل بدء الرياضة بأيام، أن يُلهم الكاهن الذي سيسمع إعترافي ويقول لي بوضوح جازم نعم أو لا. فكّرت في ذاتي: «سأطمئنُّ نهائيّاً». غير أنني كنت قلقة ألا أَجِد أحداً يرضى أن يسمع حديثي عن هذه المواضيع. قرّرتُ مرة ثانية أن لا أتوقّف على هذه الأمور وأن أضع ثقتي في الرب. وما أنفكّت هذه الكلمات ترنّ في آذاني : «ماذا طيلة الرياضة؟!»….
214- أنا على إستعداد . سنذهب غداً للرياضة إلى كراكوف.دخلتُ اليوم إلى الكنيسة لأشكر الرب على وفرة النِعَم التي أغدقها عليّ طيلة الأشهر الخمسة المنصرفة. وتأثرت جداً عندما فكّرت بالنعم الوفيرة وبعناية رئيساتي الفائقة.
215- «كوني بسلام، يا ابنتي، سآخذ هذه الصعوبات على عاتقي سأدبّر كل شيء مع المعرّف ومع رئيساتك . تحدّثي إلى الأب إندراز بنفس البساطة والثقة التي تتحدّثين بها معي».