52- خذي هذه النِعَم ليس لك فقط بل للآخرين. شجّعي النفوس أن تثق برحمتي اللامتناهية
289- إن أكثر أوقاتي سعادة هي لمّا أكون مع ربّي، حيث أختبر عظمة الله وحقارتي. قال لي يسوع مرّة: «لا تتعجّبي إذا أتّهموك بعض المرّات ظلمًا. لقد شربتُ أولًا هذه الكأس التي لا أستأهلها، حبًّا بك».
290- تأثّرت كثيرًا لمّا فكّرتُ في الأبدية وأسرارها، واترعدت نفسي. ولمّا توقّفت طويلًا على هذه الأشياء تضايقت من مختلف الشكوك. فقال لي يسوع: «لا تخافي أي ابنتي من بيت ابيك. أتركي هذه الإستقصاءات إلى حكماء هذا العالم. أريد أن أراك دائمًا طفلة صغيرة، اسألي معرّفك ببساطة عن كل شيء وسأجيبك على لسانه».
291- في إحدى المناسبات رأيت شخصًا على وشك أن يرتكب خطيئة مميتة. سألت الرب أن يرسل لي أمرّ العذابات كي تخلص تلك النفس. شعرتُ فجأة بألم إكليل شوك مرير على رأسي. ودام الألم وقتًا طويلًا، ولكن ثبتتْ تلك النفس في نعمة الله. يا يسوع خاصتي، كم هو سهل أن نُصبح قديسين. نحتاج فقط إلى قليل من الإرادة الحسنة. فإذا ما رأى يسوع هذا القليل من الإرادة الحسنة، أسرع هو الى النفس، دون أن يوقفه شيء، لا النقائص ولا السقطات ولا شيء آخر قطعيًا. إنّ يسوع هو قلق لمساعدة تلك النفس فإذا كانت أمينة لنعمة الله هذه، تبلغ عاجلًا إلى أسمى قداسة ممكنة على هذه الأرض. فالله هو الكَرَم بالذات ولا يرفض نعمته لأحد. لا بل يعطي حقًّا أكثر ممّا نطلبه منه. إن الأمانة لإلهامات الروح القدس هي الطريق الأقصر مسافة.
292- عندما تحبّ النفس الله بصدق فلا ينبغي أن تخشى شيئًا في الحياة الروحية، فلننصاع إلى عمل النعمة دون أن تضع أي قيد على اتصالها مع الله.
293- لمّا فتنني يسوع بجماله وشدّني إليه رأيت ما لا يُرضيه في نفسي، وقررتُ أن أنزعه منها مهما كلّف الأمر. فنزعته فورًا بمساعدة نعمة الله. فارتضى الله بهذه المروءة، وبدأ مذّاك يغدق عليّ نعمًا أوفر. لم أفكّر أبدًا في حياتي الداخلية ولم أُحلّل السبل التي قادني فيها روح الله. يكفيني أن أدرك أنني مُحِبّة ومحبوبة. أهّلني الحب الصافي أن أدرك الله وأفهم العديد من الأسرار. وإنّ معرّفي هو الوسيط بين الله وبيني، وأعتبر كلمته مقدّسة. أعني مرشدي الروحي الأب سوبوتشكو].
294- قال لي الربّ مرّة: «تصرّفي مثل مستعطٍ الذي لا يتراجع عندما ينال أكثر [ممّا يطلب], بل يقدّم الشكر بمزيد من الحماس. فلا ينبغي أن تتراجعي أنتِ أيضًا وقولي أنك غير مستحقة أن تنالي نعمًا أوفر ممّا أعطيكي إياها. أنا أعرف أنك غير مستحقة بل إفرحي، على كل حال، وخذي من قلبي قدر ما تستطيعين أن تحملي من الكنوز، وبذلك ترضيني أكثر. أقول لك شيئًا آخر: خذي هذه النِعَم ليس لك فقط بل للآخرين. أي شجّعي النفوس التي تتّصلين بها أن تثق برحمتي اللامتناهية. آه! كم أحبّ تلك النفوس التي تضع فيّ ملء ثقتها. إنني أصنع لها كل شيء».
295- سألني يسوع آنذاك: «يا ابنتي كيف تسير رياضتك الروحية». أجبته: «أنت تعلم كيف تسير». «نعم أعرف، ولكن أريد أن أسمعه من شفتيك ومن قلبك». «يا معلّمي كما تقودني كل شيء يسير على ما يرام، وأطلب إليك يا ربي أن لا تتركني أبدًا على حدة. فقال يسوع: «نعم سأكون دائمًا معك إذا بقيتِ طفلة صغيرة ولا تخافين شيئًا. فكما كنتُ هنا بدايتك سأكون أيضًا نهايتك. فلا تتوكّلي على الخلائق حتى في أصغر الأمور هذا ما لا يرضيني. أريد أن أكون وحدي في نفسك سأعطي نفسك القوة والنور وستعلَمين من ممثّلي أنني أنا فيك وسيتبدّد ترددّك كالضباب أمام أشعة الشمس».
296- أيّها الصالح العليّ أريد أن أحبّك كما لم يحبّك أحد بمحبة ليس لها مثيل من قبل على الأرض. أريد أن أعبدك في كل لحظة من حياتي وأوحّد إرادتي بشدّة مع إرادتك المقدّسة. ليست حياتي كئيبة أو مملّة بل متنوعة كجنينة زهور فوّاحة فلا أعرف أيّة زهرة أقطف أوّلًا، زنبقة الألم أو وردة الحب لقريبي أو بنفسجة التواضع. لن أعدد هذه الكنوز التي تغمر حياتي كل يوم. إنه لشيء رائع أن نعلم كيف نستفيد من الحاضر.
297- يا يسوع النور العليّ، أعطني نعمة معرفة ذاتي وبدّد ظلام نفسي بنورك واملأ لجة نفسي بذاتك أنت، لأنك أنت وحدك […].
298- يا يسوع خاصّتي، أنت الطريق والحق والحياة، أتوسّل إليك أن تحفظني قريبة منك، كأمّ تضمّ طفلها إلى صدرها لأنني لستُ فقط طفلة ضعيفة إنما مجموعة تعاسة وتفاهة.