96- يسهل عليّ أن أهب نفسًا ما الكثير بدلًا من القليل، ولكن كل ارتداد خاطىء يتطلب تضحية
958- رأيت اليوم في رتبة الآلام، يسوع معذّباً ومكللًا بالشوك وحاملًا قصبة في يده. كان يسوع صامتًا بينما كان الجنود هائجين حوله ويتنافسون فيما بينهم في تعذيبه. لم يلفَظ يسوع كلمة. إنما نظر اليّ وشعرت في نظرته المًا في غاية الشدّة. وليس لنا أية فكرة عمّا تحمله من عذاب قبل أن يصلب. وامتلأت نفسي المًا وتوقًا. وشعرت في قلبي بكره عميق للخطيئة، حتى بدت أصغر الخيانات كجبل شاهق. عليّ أن أكفّر عنها بالاماتات والتوبة. تفتّت قلبي لما رايت يسوع يتألّم وفكرت في قلبي: ماذا سيحلّ بالخطأة إن لم يستفيدوا من آلام يسوع. أرى في عذابه بحرًا شاسعًا من الرحمة.
+ ي.م.ي.
12 كانون الثاني 1937
حب الله لنا هو الزهرة، والرحمة هي الثمرة.
949- لتقرأ النفوس التي يخالجها الشكّ هذه الإعتبارات في الرحمة الإلهية ولتتسلّح بالثقة.
أيتها الرحمة الإلهية، المتفجّرة من قلب الأب، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، صفة الله العظمى، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، السرّ الذي لا يدرك، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، النبع المتدفق في سرّ الثالوث الأقدس، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي لا يدركها عقل بشري أو ملائكي، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تنبع منها كل حياة السعادة، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي هي أفضل من السماوات، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، ينبوع الآيات والعجائب، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تغمر العالم كلّه، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي انحدرت الى الارض في أقنوم الكلمة المتجسّد، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية،التي تتدفّق من جرح قلب يسوع المفتوح، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، غير المدركة في سرّ القربان المقدس، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، أساس الكنيسة المقدّسة، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، الكائنة في سرّ العماد المقدّس، إنني أثق بك.
ايتها الرحمة الإلهية، التي تبرزها من خلال يسوع المسيح، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تراقبنا طوال حياتنا كلها، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تعانقنا خاصةً في ساعة الموت، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تهبنا الحياة الأبدية، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي ترافقنا في كل دقيقة من حياتنا، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تحمينا من نار جهنم، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تعيد الخطأة المتصلّبين، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تدهش الملائكة ولا يدركها القديسون، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، المخبأة في كل اسرار الله، إنني اثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي ترفع حقارتنا، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، ينبوع سعادتنا وفرحنا، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي دعتنا في العدم، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي تشمل كل اعمال الله، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، إكليل كل أعمال الرب، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التي نستغرق جميعنا فيها، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، التعزية العذبة للقلوب المضطربة، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، الرجاء الأوحد للنفوس اليائسة، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، الراحة للقلوب والطمأنينة في الخوف، إنني أثق بك.
أيتها الرحمة الإلهية، ابتهاج ونشوة النفوس المقدسة، إنني أثق بك.
950- أيها الإله الأزلي الدي رحمته لا تنتهي وكنز رأفته لا ينضب، أنظر الينا بحنان وأكثر رحمتك علينا حتى لا نيأس ولا نضعف في الأوقات الصعبة، بل نخضع بثقة لإرادتك المقدّسة التي هي بحدّ ذاتها حبّ ورحمة.
951- + أيتها الرحمة الإلهية التي لا تدرك ولا تُحَدّ، من يستأهل أن يمجّدك ويعبدك باستحقاق؟ أيتها الصفة السامية للإله القدير، انت الرجاء العذب للإنسان الخاطىء. أتّحدي أيتها النجوم والأرض والبحر في أنشودة واحدة ورنّمي على وتر واحد شاكرة بحرارة، رحمة الله التي لا تُدرَك.
952- يا يسوع خاصتي، إنك ترى أن ارادتك المقدسة هي كل شيء بالنسبة لي. فلا فرق ما تصنعه معي. تأمرني أن أنظّم عملًا فأبدأ بهدوء، رغم أنني أدرك عجزي عن القيام به. تأمرني، من خلال ممثّلك أن أنتظر، فأنتظر بصبر. فلا تملأ نفسي حماسًا، ولكن لا تعطيني امكانية العمل، تشدّني اليك في السماء، وتتركني على هذه الارض. تسكب في نفسي توقًا شديدًا اليك. وتخبىء ذاتك عنّي. أموت شوقًا للاتّحاد بك الى الأبد. ولا تدع الموت يقترب منّي. فيا ارادة الله، أنت غداء نفسي وبهجتها. لمّا أخضع لارادة الله المقدّسة يغمر سلامٌ عميقٌ نفسي.
يا يسوع خاصتي، انت لا تكافىء انجاز عمل ناجح، ولكن الارادة الحسنة والجهد المبذول. غير أنني في سلام كامل حتى لو خُذِلَت كل جهودي ومبادراتي ولم تؤدي الى نتيجة. إذا صنعت كلّ ما باستطاعتي، فلا يعنيني ما تبقّى، إنّما لا تعكّر أشدّ العواصف أعماق سلامتي، إن ارادة الله تستقرّ في ضميري.
15 شباط 1973
953- لقد إزداد ألمي اليوم نوعًا ما. فلا أشعر فقط بألم متزايد في كلّ رئتيّ، بل أيضًا بألم غريب في أمعائي. أتألم بقدر ما تستطيع طبيعتي تحمّله. كل ذلك من أجل النفوس الخالدة، مدافعة عن رحمة الله على الخطاة المساكين، وسائلة القوة الى الكهنة. آه! كم أجلّ الكهنة، وأطلب الى يسوع الكاهن الاعلى، أن يمنحهم نعمًا وافرة.
954- قال لي الرب اليوم بعد المناولة المقدّسة: «يا إبنتي إن بهجتي هي في اتحادي بك. عندما تخضعين لإرادتي تمجدينني تمجيدًا عظيمًا وتستدرّين عليك بحرًا من البركات. لا تتوفّر مثل هذه البهجة المميّزة لو لم تكوني عائشة في إرادتي». يا ضيفي العذب. إنني مستعدّة لكل تضحية من أجلك ولكن انت تعلم أنني الضعف بالذات. غير أنني أستطيع كل شيء معك يا يسوع خاصتي، أضرع إليك أبقَ معي في كل لحظة.
15 شباط 1973
955- سمعتُ اليوم هذه الكلمات في نفسي «إعلمي، ايتها القربانة التي ترضي والدي، إن الثالوث الأقدس بأقانيمه الثلاثة يجد بهجة خاصة فيك، لأنك لا تعيشين إلا بإرادة الله فقط. فلا تضحية توازي ذلك».
956- بعد هذه الكلمات، ترسّخت فيّ معرفة إرادة الله، أي، إنني أرى الآن كل شيء من وجهة نظر عالية، وأقبل بحبّ كل الأحداث والأمور المرضية وغير المرضية، كعربون عطف الآب السماوي الخاصّ.
957- ستحترق التقدمة الطاهرة لإرادتي على مذبح الحب. أتّحد اتحادًا وثيقًا بذبيحة يسوع على الصليب كي تكتمل ذبيحتي، عندما تتسبّب آلامي المبرحة باضطراب في حياتي وتضعف قواي الجسدية والروحية، حينئذ أختبىء في عمق جرح قلب يسوع المفتوح صامتة كحمامة ودون تشكّ، لتحتل ارادتك المقدّسة المكانة الأولى وتحلّ دائمًا في المرتبة الأخيرة كل رغباتي حتى الأكثر منها قُدسية ونبلًا وجمالًا. إن أصغر رغبة عندك، يا سيد، هي أثمن لديّ من السماء مع كل كنوزها. أعرف جيدًا أن الناس لن يفهموني لذلك تصبح ذبيحتي أكثر نقاءًا في عينيك.
958- منذ أيّام قصدتني سيدة وطلبت إليّ أن أصلّي على نيتها، لأنّ لديها قضية هامّة وملحّة. شعرتُ فورًا في نفسي أن هذه القضية لا ترضي الله. وأجبت أنني لن أصلّي على نيتها: «ولكن سأصلّي من أجلك، في العموم»، [أضفت]. وبعد أيام عادت هذه السيدة وشكرت لي عدم صلاتي على نيتها، بل بالأحرى لأجلها، لأنها كانت متأثرة بدافع الثأر من شخص كان عليها ان تكنّ له الاحترام والوقار عملا بالوصية الرابعة، لقد غيّر يسوع [استعداداتها] الداخلية وأقرّت بذنبها، إنّما تعجّبت من اكتشافي سرها.
959- +إستلمت اليوم رسالة من الأب سوبوتشكو يهنّئني بعيدي ١٥ شباط حملتْ إليّ تهانيه الفرح. ولكن حزنت لهزالة صحته، سبق وعرفت ذلك، بحدس داخلي ولكن لم اصدق ذلك. ولكن بما أنه كتب بخط يده – وهذا هو الواقع – يبدو لي أن الأمور التي لم يكتب عنها هي أيضًا اكيدة. لذا لم يخيّبني حدسي الداخلي. طلب إليّ أن أضع خطًّا تحت كل ما أكتب وأعرف أنه ليس منّي، أي ما يقوله لي يسوع في داخلي. لقد طلب إليّ ذلك عدّة مرات ولكن لم يكنْ لدي وقت. وبالحقيقة، لم أكن على عجلة لأقوم بهذا العمل. ولكن، كيف يعرف أنني لم أقم به بعد؟ لقد تعجّبت كثيرًا. غير أنني أباشر به الآن من كل قلبي. يا يسوع، إن إرادة ممثّلك هي، بكل وضوح، ارادتك انت، دون أي ظلّ من الشك.
26 شباط 1937
960- دخلت اليوم خطأ اليوم الى غرفة قريبة من غرفتي وتحدثت مع من كان بداخلها. لمّا عدتُ الى غرفتي فكّرتُ فيه لبعض الوقت. وفجأة وقف يسوع الى جنبي وقال: «يا ابنتي، بما تفكّرين الآن؟». وبردّة فعل عفويّة، التصقتُ بصدره وتأكّد لي أنني كنتُ أفكّر كثيرًا بالخلائق.
961- +بعد أن أتممت هذا الصباح تماريني الروحية، بدأت شغل السنّارة. شعرتُ بسكون في قلبي وأن يسوع يرتاح فيه. هذا الإدراك العذب والعميق لحضور الله فيّ دفعني أن أقول للرب: «ايها الثالوث الأقدس الساكن في قلبي هَب نعمة الارتداد الى عدد كبير من الخطأة، يوازي [عدد] قُطب السنارة التي احوكها اليوم». سمعتُ حينئذ هذه الكلمات في نفسي:«يا ابنتي ان مطالبك هي كثيرة».
– «أنت تعلم يا يسوع، أنه أسهل عليك أن تعطي الكثير، بدلًا من القليل».
– «هذا هو الواقع، يسهل عليّ أن أهب نفسًا ما الكثير بدلًا من القليل، ولكن كل ارتداد خاطىء يتطلب تضحية».
– «حسنًا يا يسوع، أقدّم لك كل عملي الذي أتمّمه من كل قلبي، لا تبدو لي هذه التضحية قليلة بالنسبة الى عدد النفوس الكبيرة. أنت تعلم يا يسوع، أنك منذ ثلاثين سنة وأنت تخلّص النفوس بمثل هذا العمل، وبما أنّ الطاعة المقدّسة تمنعني من القيام بتضحيات واماتات كبيرة، لذا اسألك يا رب، أن تقبل هذه الامور الصغيرة موسومة بطابع الطاعة، كأمور هامة».
حينئذٍ سمعتُ صوتًا في نفسي: «يا ابنتي، انني انصاع لطلبك».