الدفتر الأول

15- (58) القديسة فوستينا تشاهد راهبة تتعذّب في المطهر فهل تتمكّن من مساعدتها؟

58 – ذات ليلة زارتني إحدى الأخوات المتوفية منذ شهرين. وكانت راهبة من جوقة التراتيل. رأيتها بحاله مخيفة، ملتهبة في النار مشوهة الوجه. دامت الرؤية لحظة وجيزة ثم اختفت الراهبة. ارتعشت نفسي لأنني لم أعلم إذا كانت تتعذب في المطهر أم في الجحيم. على كل حال ضاعفتُ صلاتي لأجلها. أتت مرة ثانية في الليلة التالية ووجدتها في حالة اكثر سوءاً، في وسط اللهيب المتزايد اضطراماً واليأس مكتوب على وجهها.

تعجّبت لرؤيتها في هذه الحال، بعد الصلوات التي قدمتها لأجلها. وقلت لها: «ألم تساعدك صلواتي؟» فأجابت إن صلواتي لم تساعدها ولا شيء يمكن أن يساعدها. قلت لها: «ألم تساعدك أيضاً الصلوات التي قدّمَتها لك الجماعة». فقالت: «وإن تلك الصلوات ساعدت أنفساً غير نفسي». فأجبت: «إذا كانت صلواتي لا تفيدك، أرجوك أن لا تزورني بعد».

إختفت فجأة ولكن رغم ذلك لم انقطع عن الصلوات لاجلها. وبعد زمن عادت فزارتني في أحدى الليالي ولكن قد تغيّر شكلها، فلا من نار بعد تلتهمها كما في الماضي، وشعّ وجهها وتألقت عيناها فرحاً. قالت لي: «اني احب قريبي بصدق وأن نفوس عديده استفادت من صلواتي». وألحت على أن لا أنقطع عن الصلاة لأجل النفوس المطهرية وأضافت أنها سوف لن تمكث طويلاً هناك. عجيب الله في أحكامه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق