الدفتر الأول

14- (57) أنت يا يسوع مكافأتي الوحيدة. أنت تكفي، يا كنز قلبي

57- يا يسوع، أنت حياة حياتي. أنت تعلم إنني لا أتوق إلا إلى مجد اسمك وإلى أن تعرف النفوس صلاحك. لماذا تتجنّبك النفوس يا يسوع؟ إنني لا افهم ذلك. حبّذا لو استطعت أن اقطّع قلبي أجزاءً صغيرة واقدّم لك كل جزء كقلب كامل تعويضاً عن القلوب التي لا تحبّك. أحبّك يا يسوع من كل نقطة من دمي، وأتوق أن أريق كل دمي بفرح لأبرهن لك عن صدق محبتي.

يا إلهي، كلما زادت معرفتي بك ضعف إدراكي بك وعدم الإدراك هذا يجعلني أقدّر كم أنت عظيم. وإن استحالة إدراك تلهب قلبي مجدّداً لك يا رب.

منذ جعلتَ عينَيّ نفسي تحدّق بك، يا يسوع، عشتُ بسلام ولم أعد أريد شيئاً اّخر. وجدتُ مصيري حين ضاعت نفسي بك، أنت محور حبّي الوحيد. لا قيمة لشيء بالمقارنة معك. فإن الآلام والعداءات والإذلال والسقطات والشكوك التي اعترت طريقي هي بمثابة شظايا خشب تجعل نار حبي لك متقدة يا يسوع.

إن رغباتي هي جنونيّة ومستحيلة التحقيق. أريد أن اخبئ عنك ما أتألّمه. لا اريد أبداً مكافأة على جهودي وأعمالي الحسنة. أنت يا يسوع مكافأتي الوحيدة. أنت تكفي، يا كنز قلبي. أريد أن أواسي قريبي بآلامه وأشاركه فيها وأن أُخفي آلامي، ليس فقط عنه بل عنك أيضاً، يا يسوع. الألم هو نعمة كبيرة، تجعل النفس شبيهة بالمخلّص. من خلال الآلام يتنقّى الحب ويزداد طهراً بقدر ما تزداد الآلام.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق