83- (753-741) القديسة فوستينا تزور هاوية الجحيم وتُخبر عن العذابات السبع التي يعانيها الهالكون
741- قادني اليوم ملاكٌ إلى هاوية الجحيم ، حيث العذاب هو فظيع، فيا لهول اتّساعه وامتداده. أما أنواع العذابات التي رأيتُ فهي:
- العذاب الأول الذي يكوّن الجحيم هو فقدان الله.
- العذاب الثاني، هو عذاب الضمير الدائم.
- العذاب الثالث، هو ثبات تلك الحالة التي لا تتبدّل.
- العذاب الرابع، هو النار التي تلِجُ النفس دون أن تدمّرها، إنّه لعذاب مخيفٌ، فهي نارٌ محضُ روحية يُشعلُها غضب الله.
- العذاب الخامس، هو ظلمة لا تنتهي ورائحة مخيفة خانقة، ورغم الظلمة فإن الشياطين والنفوس الهالكة ترى بعضها البعض، كما ترى شرّ الآخرين وشرّها.
- العذاب السادس، هو رفقة الشيطان الدائمة.
- العذاب السابع، هو يأسٌ مريع، حقد على الله، كلمات باطلة، لعنات وتجديف.
تلك هي العذابات التي تتحمّلها كل النفوس الهالكة في هاوية الجحيم . ولكن ليست هذه كلّها، هناك عذابات مخصّصة إلى نفوس معيّنة، هي عذابات الحواس. تتحمّل كل نفس عذابات مخيفة لا توصف تتعلّق بالطريقة التي ارتكبت فيها الخطيئة. هناك خنادق وحُفَر آلام حيث نزاع الموت يتنوّع. لولا قدرة الله التي قوّتني، لكنتُ أموتُ لرؤية هذه العذابات. فليعلم الخاطئ أنّه سيتعذّب مدى الأبدية، في حواسّه التي استعملها لارتكاب الخطيئة.
أكتبُ هذه نزولاً عند طلب الله، حتى لا تجد نفسٌ أيّ عذر، فتقول أنّه لا يوجد جحيم أو أنّه لم يقصد أحدٌ ذاك المكان لذا لا نستطيعُ أن نَصِفَهُ:
أنا، الأخت فوستينا، زُرتُ، بأمر الله، لجج الجحيم كي أستطيع أن أخبر عنه النفوس وأشهد لوجوده. لا أستطيعُ التحدّث عنه الآن. ولكن أمرني الرب أن أكتب عنه. امتلأت الشياطين حقداً ضدّي. ولكن أُجْبِروا على طاعتي بأمرٍ من لَدُنِ الله. وما كتبتُ ليس إلاّ ظِلاًّ شاحباً لما رأيتُ. إنّما لاحظتُ شيئاً، وهو أنّ أكثرية النفوس هناك هي التي لم تؤمن أنّه يوجد جحيم.
بعد أن رجعتُ، كدتُ لا أستعيدُ وعيي من كثرة الخوف. كم هو أليمٌ عذاب تلك النفوس هناك. وبالتالي، رحتُ أصلّي بحرارة أكثر، لأجل ارتداد النفوس. وأطلبُ دائماً إلى الله الرحمة لهم. يا يسوع، أفضِّلُ أن أبقى في نزاع مميت حتى نهاية العالم، وفي وسط أشدّ الآلام من أن أغيظَكَ بخيطئة واحدة.
ي. م. ي.
742- «يا ابنتي، إنّني أطلبُ من خلالك أن توقِّر الشعوب رحمتي. يجب أن تتميّزي أنتِ أوَّلاً بهذه الثقة في رحمتي. أطلبُ منكِ أعمالَ رحمةٍ منبثقة من حبِّكِ نحوي. عليكِ أن تُبدي الرحمة لقريبِكِ في كل مكان وزمان. لا يجبُ أن تتخاذلي أو تحاولي الاعتذار أو أن تُعفي نفسَكِ من ذلك.
أُعطيكِ ثلاث طرق لتمارسي الرحمة نحو قريبِكِ. أوَّلاً بالأعمال، ثانياً بالكلام، ثالثاً بالصلاة. ففي هذه الدرجات الثلاث يكمنُ ملء الرحمة، وهي برهانٌ قاطعٌ عن حبِّكِ لي. بهذه الأساليب تُمجِّدُ النفس رحمتي وتوقِّرُها. نعم، إنّ الأحد الأول بعد الفصح هو عيدُ الرحمة ولكن ينبغي أن يكون هناك أيضاً أعمال رحمة. وأطلبُ عبادة رحمتي من خلال الاحتفال الرسمي بالعيد، ومن خلال تكريم الصورة التي رُسِمَتْ. سأهَبُ العديد من النِّعم إلى النفوس بواسطة ذلك الرسم. فهي تذكيرٌ بأوامر رحمتي، لأنه لا منفعة، حتى من أقوى الإيمان، دون الأعمال».
يا يسوع عليك أنتَ أن تساعدني في كل شيء لأنَّكَ ترى كم أنا ضعيفة وأتَّكِلُ على وجودِكَ فقط يا إلهي.
فحص ضمير خاص
اتِّحادٌ مع يسوع الرحوم. أشملُ في قلبي كل العالم لا سيّما البلدان المتخلّفة أو حيث يوجد الاضطهاد. أطلبُ الرحمة لهم.
743- مقصدان عامّان:
الأول: السعي إلى السكوت الداخلي والحفاظ بدقّة على نظام السكوت.
الثاني: الأمانة إلى الإلهامات الداخلية ونقلها إلى حياتي وأعمالي وفق نصائح مرشدي الروحي.
في مَرَضي الحالي هذا، أريدُ أن أمجِّدَ إرادة الله، سأحاول بقدر استطاعتي، الاشتراك في تمارين الجماعة. وسأقدِّمُ لله السيّد شكراً حارًّا على كلّ حزن وألم.
744- أشعرُ أنّني، بعيدة عن يسوع، لا أحظى بمساعدة أحد رغم أنّني بأشدّ الحاجة أحياناً إلى بعض الإيضاحات حول ما يطلبُهُ منّي الرب.
هذا المساء استَنَرْتُ فجأة من الله حول إحدى القضايا ولم أستطع فهمها. واليوم أفهَمَني يسوع كم ارتَضَى بذلك.
عيد يسوع الملك 25 تشرين الأوّل 1936
745- وقت الذبيحة المقدسة غمرتني نارٌ داخلية ملتهبة بحبّ الله. واشتَهَيْتُ أن أخلّص النفوس ولا أعرفُ كيف أعبِّرُ عن ذلك. أشعرُ أنني ألتَهِبُ. سأحاربُ كل شرّ بسلاح الرحمة. إنني أتحرَّقُ رغبةً في خلاص النفوس. سأجولُ في الأرض طولاً وعرضاً وسأغامرُ إلى أقصى حدودها وفي أكثر أراضيها قفراً لأخلّص النفوس. أقوم بذلك من خلال الصلاة والإماتة. أريدُ أن تمجّد كل نفس رحمة الله، فكل إنسان يختبرُ في داخله تأثير هذه الرحمة. القدّيسون في السماء يعبدون رحمة الرب. أريدُ أن أعبُدَها منذ الآن هنا على الأرض وأنشرَ عبادتها في الشكل الذي يطلبُهُ إليّ الربّ.
746- لقد أدركتُ أنّني في أصعب بعض الحالات سأكونُ وحدي ويهجرني كلّ إنسان، وسأجابه كل العواصف وأحارب، بكل قوّة نفسي، حتى أولئك الذين كنتُ أتوقّع منهم المساعدة.
لكن لستُ وحدي. لأنّ يسوع هو معي، ومعه لا أخاف شيئاً. إنّني أعي كل شيء وأعلمُ ما يطلبُهُ إليّ الرب. وسيكون من نصيبي الدائم العذاب والقهر والسخريّة والاضطهاد والتّحقير. فالحبّ الصادق يقابله الجحود. هذا هو سبيلي الموسوم بآثار أقدام المسيح.
يا يسوع، قوّتي ورجائي الوحيدان أن أضع فيك وحدك رجائي، وإنّ ثقتي لن تخيب.
747- يوم تجديد النذورات [الجمعة 30 تشرين الأول، 1936]
غمر حضور الله نفسي لا بشكل روحيّ بل أشعرُ فيه أيضاً بشكل جسديٍّ.
748- 2 تشرين الثاني [1936].
بعد صلاة المساء ذهبتُ إلى المدافن [في حديقة الراهبات]. بينما أنا أصلّي لبعض الوقت، رأيتُ إحدى راهباتنا التي قالت لي: «نحنُ في الكنيسة». ففهمتُ أنّه ينبغي أن أذهب إلى الكنيسة وأن أصلّي هناك وأربح الغفرانات. في اليوم التالي، وقت القداس رأيتُ ثلاث حمامات بيضاء تنطلق من فوق المذبح نحو السماء. أدركتُ أن، ليس فقط الأرواح الثلاث التي رأيتُها قد ذهبت إلى السماء، بل أيضاً العديد من غيرها ماتت وراء حدود مؤسستنا. آه! كم هو عذبٌ ورحومٌ الربّ.
749- حديثٌ مع الأب أندراز في نهاية الرياضة.
لقد أدهشني بشيء واحد لاحظته في مساق كلّ حديث كنتُ أطلبُ فيه إلى الأب أندراز النصيحة والتوجيه، وهذا هو: لاحظتُ أنّ الأب أندراز يجيبُ بكلّ وضوح، وثقة، على كلّ أسئلتي حول أمور سبق وطلبها إليّ الرب وكأنّه قد اختبَرَها هو بذاته. فيا يسوع، لو كان هناك المزيد من المرشدين الروحيّين من هذا النوع فإنّ النفوس، بتوجيههم، تصل بسرعة إلى قمّة القداسة ولا تضيّع نعماً كهذه. أشكرُ الرب بلا انقطاع على هذه النعمة الكبرى، لا سيّما أنّه في عظمة جوده قد تنازل ووضع أعمدة النور هذه على طريق حياتي الروحيّة. فهي تنير طريقي كي لا أضلّ أو أتأخّر في مسيرتي نحو الاتّحاد الوثيق بالرب. إنّني أكنّ حبًّا عظيماً للكنيسة التي تثقّف النفوس وتقودها إلى الله.
750- 31 تشرين الأول 1936 – حديث مع الأم الرئيسة العامة [مايكل].
لمّا تحدَّثتُ إلى الأم الرئيسة العامة حول مسألة مغادرتي الرهبنة، تلقَّيتُ هذا الجواب: «إذا كان يسوع يطلبُ إليكِ أن تغادري هذه الجمعية فليعطني إشارةً أنّ هذه هي إرادتُهُ. صلّي، يا أختي، لأجل هذه العلامة. أنا قلقة من أن تكوني فريسة بعض الأوهام. ولكن، لا أريد، من جهة ثانية، أن أعارض إرادة الله أو أمنعها. لأنّني أنا أيضاً أريدُ أن أصنع إرادة الله». وهكذا اتّفقنا أن أبقى على حالي إلى حين يشير الله إلى الأم الرئيسة العامّة أنه هو يطلُبُ مني مغادرة الجمعية. وهكذا أُجِّلَ الموضوع إلى بعض الوقت.
751- هكذا أنت ترى يا يسوع أنّ الأمر هو بين يديك. أنا مطمئنة تماماً رغم هذا الإلحاح الشديد. لقد قمتُ، من جهتي، بكلّ ما ينبغي عمله، لقد جاء دورك الآن يا يسوع عندئذ تتّضح قضيَّتُكَ. أنا على اتّفاق تامّ مع إرادتك. فاصنَعْ منيّ ما يُرضيكَ، يا ربّ، ولكن أعطني النعمة لأحبّك بشوقٍ متزايد. فهذا أثمن شيء لديّ. لا أبتغي شيئاً سواك أيها الحبّ الأزليّ! فلا همّ في أيّ طريق تقودني، طريق الألم أو طريق الفرح. أريدُ أن أحبّك في كل لحظة من حياتي. إذا قلتَ لي أن أغادر لأتمّم إرادتك، فسأغادر. إذا قلتَ لي أن أبقى، فأنا باقية. فلا همّ مما سأتحمله من ألم، في طريقة أو أخرى. يا يسوع، إذا غادرتُ، فأنا أدركُ ما سوف أقاسي وأتحمّل. إنّني أوافق على ذلك بملء وعيي ولقد رضيتُ به حتى الآن بفعل إرادتي. يكفيني أن أعلم أنّ هذا ما أعطتني إيّاه يد الله المُحبَّة. إذا قلتَ لي أن أتراجع وأبقى، فسأبقى رغم كلّ هذه الإلحاحات الداخلية. فإذا أبقيتُها في نفسي وتركتني في هذا النزاع الداخلي إلى آخر حياتي، فسأقبله بملء وعي إرادتي وبطاعةِ مَحَبَّةٍ لك يا إلهي. إذا بقيتُ فسأختبئ في رحمتك يا الله حتى لا تراني عينٌ بشرية. أريدُ طوال حياتي أن أكون مبخرةً مليئةً بنار خفيّة، فربما يُرضيكَ دخانها المتصاعد نحوك، أيّتها القربانة الحيّة، أشعرُ في قلبي أنّ كلّ تضحية صغيرة تأجّج نار حبي لك ولكن بشكل سرّي وصامت حتى لا يكتشفها أحد.
752- لمّا قلتُ إلى الأم الرئيسة العامّة أنّ الرب يطلبُ إلى الجمعية أن تصلّي السبحة كي تلطّف غضب الله أجابتني: «أنّه في الوقت الحاضر لا يُمْكِنُ إدخال صلوات جديدة لم يُوافَق عليها بعد …» ولكن [قالت]: «أعطِني السبحة يا أختي، ستُتلى ربّما في وقت العبادة. سنرى ذلك. حبّذا لو ينشر الأب سوبوكو كتيِّباً حول السبحة فيسهل حينئذ ويحسن تلاوتها في الجمعية، هذا ما يصعب عمله اليوم».
753- إنّ النفوس القديسة تُعَظِّمُ في السماء رحمة الله، لا سيّما أنها قد اختبرتها هي في حياتها. لقد بدأتُ أن أصنع هنا على الأرض ما تصنعه تلك النفوس في السماء. سأمجّد الله من أجل صلاحه اللامتناهي وسأسعى أن أجلب النفوس إلى معرفة وتمجيد رحمة الله غير المدركة والتي يصعُبُ التعبير عنها.