97- أكتبي، خبّري عن رحمتي الواسعة لأن اليوم المخيف يوم عدالتي هو قريب
962- +أرى غالبًا شخصًا عزيزًا على قلب الله وأن الربّ يحبّه ايضًا، لا لأنه يسعى فقط لنشر تكريم الرحمة الإلهية ، بل أيضًا من أجل حبّه لله، رغم أنه لا يشعر دائمًا في قلبه الحب. فهو كأنه يعيش في جسمانية دائمًة. غير أن هذا الشخص يرضي دائمًا الله وأنه بصبره يتغلّب على كل الصعوبات.
963- آه! لو عرفتْ النفس المعذبة كم يحبّها الله، لماتت من فرط الفرح والسعادة . سنعرف يومًا قيمة العذاب ولكن لن يعد باستطاعتنا وقتذاك أن نتألّم. الوقت الحاضر هو لنا.
17شباط 1937
964- رأيت اليوم في القداس يسوع المتألم. وطُبِعَت آلامه في جسدي بشكل غير منظور ولكن ليس بأقلّ ألم.
965- نظر يسوع إليّ وقال: «تهلك النفوس رغم آلامي المرّة أعطيها اخر أمل في الخلاص، أي عيد رحمتي. فإذا لم تعبد رحمتي تهلك الى الأبد. يا أمينة سرّ رحمتي، أكتبي، خبّري عن رحمتي الواسعة لأن اليوم المخيف يوم عدالتي هو قريب».
966- سمعتُ اليوم في نفسي هذه الكلمات: «لقد حان الوقت لك، يا ابنتي ان تتحرّكي، أنا معك. فالاضطهاد الكبير والآلام هي بانتظارك، ولكن تقوّي بالفكرة انّ نفوسًا عديدة ستنجو وتتقدّس بهذا العمل».
967- +لمّا بدأت بتسطير كل كلمات الرب، كنتُ أمرّ على كل شيء تدريجيًا إلى أن بلغتُ إلى الصفحة حيث كتبت: نصائح وتوجيهات الأب أندراز. ولم أعلم ماذا يجب عمله أن أسطّرها أم لا. حينئذ سمعت هذه الكلمات في نفسي: «سطّري، لأن هذه الكلمات هي كلماتي، لقد إستعرت شفتيّ صديق قلبي حتى أتحدث إليك وأُطمئنك. عليك أن تحفظي هذه النصائح إلى يوم مماتك. فلن أرتضي أبدًا بإتلاف هذه التوجيهات. إعلمي أنني أنا بالذات وضعتها بيني وبين نفسك، لقد وضعتها لكي تكوني بسلام ولا تضلّي».
968- «منذ أن وضعتك تحت عناية هذا الكاهن الخاصة، أعفيتك من إعطاء حسابات مفصّلة إلى رئيساتك بالنسبة إلى علاقتي معك. أما في باقي الأمور، فكوني طفلة مع رئيساتك. ولكن مهما أصنعه في أعماق نفسك، تخبرين عنه، بكل صراحة الكهنة فقط».
لقد لاحظت أنه منذ أن أعطاني الرب مرشدًا روحيًا، لم يطلب إليّ أن أقدّم تقريرًا إلى الرئيسات عن كل شيء، كما في السابق بل فقط عمّا يتعلّق بالأمور الخارجية، عدا ذلك، لا يعرف نفسي إلّا معرّفي. إنها نعمة خاصة من لدن الله أن يكون لدينا مرشد روحي. كم هو قليل عدد الذين ينالونها تبقى النفس في سلام دائم وسط الصعوبات. كل يوم بعد المناولة ، أشكر لله هذه النعمة وكل يوم أطلب إلى الروح القدس أن ينير مرشدي. اختبرت بالحقيقة أنّي في نفسي قوّة كلمات مرشدي. فلتتبارك رحمة الله من اجل هذه النعمة.
969- +ذهبت اليوم لأتأمل أمام القربان المقدّس [في كنيسة المصحّ]. لمّا اقتربت من المذبح سيطر على نفسي حضور الله واستغرقت في محيط ألوهيته وقال لي يسوع: «يا ابنتي، كل ما يوجد هو لك». أجبت الرب: «أن قلبي لا يريد إلا أنتَ وحدك، يا كنز قلبي. أشكرك على كل الهبات التي أعطيتني اياها ولكن أشتهي قلبك فقط. رغم أن السماوات هي شاسعة فهي ليست شيئًا بالنسبة لي، بدونك. أنت تعلم جيدًا يا يسوع أنني في غيبوبة دائمة بسبب توقي إليك».
«إعلمي هذا، يا ابنتي تذوقين منذ الآن ما ستناله النفوس الأخرى فقط في الأبديّة».
970- وفاضت نفسي فجأة بنور معرفة الله. آه! لو كنت أقدر أن أعبّر ولو قليلًا عمّا اختبرته نفسي لمّا كانت تستريح قرب قلب يسوع ذات العظمة غير المدركة. لا استطيع ان اضعه في كلمات. إن النفس التي إختبرته، ولو مرة واحدة في الحياة، تستطيع وحدها أن تدركه. لمّا عدتُ الى غرفتي، بدا لي وكأنني عائدة من الحياة الحقيقية الى الموت. وتعجّب الطبيب لما أتى ليزن نبضي: «ماذا حدث يا أختي، لم يكن لك أبدًا نبض مثل هذا. أريد أن أعرف ما الذي أعطاه هذه السرعة الزائدة». ماذا يمكنني أن أقول له طالما لا أعرف أنا بذاتي أن نبضي قد أسرع بهذا الشكل. أعلم فقط أنني أموت توقًا الى الله، ولكن لم أقل له ذلك، وهل باستطاعة الطب أن يساعد في هذا المجال؟.
19 شباط 1937
إتصال مع المنازعين
971- طلبوا إليّ الصلاة وإنني أستطيع ذلك لان الله وهبني روحًا خارقة العادة للصلاة. أعيش متحدة به دون انقطاع وإنني أدرك تمامًا أنني أعيش من أجل النفوس كي أعيدها الى رحمتك يا رب، إن كلّ تضحية ولو قليلة هي ذات أهمية في هذا الشأن.
972- لقد قرّر الطبيب اليوم أنه ينبغي أن أبقى هنا لغاية شهر نيسان. إنها ارادة الله رغم أنني أرغب بالعودة إلى رفقة أخواتي.
973- أُخبِرت اليوم بموت احدى الراهبات التي توفّيت في بلوك ولكنها قد زارتني قبل أن أُخبَر بموتها.
22 شباط 1937
974- بدأت اليوم في كنيستنا رياضة روحية للقيّمين على المستشفى. ولكن يستطيع كل من يرغب ان يشترك فيها. تُعطى محاضرة واحدة في النهار. تحدث الاب بونافنتورا Bonaventure طوال ساعة بكاملها، مباشرة الى النفوس. إشتركتُ في هذه الرياضة، لأنني أرغب أن أعمّق معرفتي بالله وان أزيد حبّي له تأجّجًا، لأنني أدركت أن حبّنا له يزداد بازدياد معرفتنا به.
975- سمعت اليوم هذه الكلمات: «صلّي من أجل النفوس كي لا تخاف من الاقتراب من منبر رحمتي. فلا تتعبي من الصلاة لأجل الخطأة. أنت تعلمين أي حمل تضعه النفوس على قلبي. خفّفي من آلامي المميتة ووزّعي رحمتي».
24 شباط 1937
976- رأيت اليوم في القداس يسوع المنازع. إخترقت آلام الرب نفسي وجسدي بشكل غير منظور. كان الألم مضنيًا ولكن لم يدم إلّا وقتًا قصيرًا.
977- طوال ترانيم الصوم المحزنة، أخذتُ بآلام الرب فلم أتمالك من إمساك دموعي. أريد أن أختبىء في مكان لأستسلم، بحريّة إلى الحزن المتدفّق من التأمّل بآلامه.
978- لمّا كنت أصلّي على نية الأب أندراز، أدركت كم كان ذلك مرضيًا لله. ومذاك، إزداد إحترامي له كما لأحد القديسين، مما تسبّب لي بفرح كبير وشكرت الله بحرارة على ذلك.
979- رأيت اليوم في زياح القربان يسوع الذي حدّثني بهذه الكلمات: «أطيعي مرشدك في كل شيء فكلمته هي إرادتي. كوني على يقين في أعماق نفسك أنني أنا أتكلم من خلال شفاهه وأرغب أن تكشفي له عن حالة نفسك بنفس البساطة والإخلاص الذي تكنّينه لي. أردّد هذا يا ابنتي : إعلمي أن كلمته هي إرادتي نحوك».
980- رأيت اليوم الرب في جمال ساطع وقال لي: «يا قربانتي المُحبّة، صلّي من أجل الكهنة لاسيما في أيام الحصاد هذه. يرتضي قلبي بك وإنني أبارك الارض من اجلك».
981- أدركت ان السنتين الأخيرتين التي تحمّلتُ فيها آلامًا داخلية بالخضوع لإرادة الله كي أتعمّق بمعرفتها، قد زادتني تقدّمًا في الكمال أكثر من السنين العشر السابقة. لقد مضت عليّ سنتان وأنا معلّقة على الصليب بين السماء والأرض. أي أنني مرتبطة بنذر الطاعة وعليّ أن أؤدي الطاعة الى الرئيسة كما الى الله بذاته. ومن جهة ثانية يعلّمني الله ارادته مباشرة، فتفاقم ألمي الداخلي لأن لا أحد يفهم أو يتصوّر هذه الآلام الروحية. ويبدو لي أنه أهون عليّ أن أموت من أن أتحمّل مجددًا ساعة واحدة من مثل هذه الآلام. حتى ولن أكتب كثيرًا عن هذه التضحية. لأنه لا يستطيع أحد أن يصف ما معني ارادة الله المباشرة علينا، وفي الوقت نفسه، أن يطيع كليًا لهذه الإرادة التي يُعبّر عنها الرؤساء بطريقة غير مباشرة. شكرًا لله الذي اعطاني مرشدًا روحيًا وإلّا لما استطعت أن أتقدّم خطوة واحدة الى الامام.