68- بحق آلامه المليئة أحزاناً، إرحمنا و ارحم العالم كلّه
وقت الإعتراف
466– سألني معرّفي [الأب سوبوكو] عمّا إذا كان يسوع هناك وهل بإستطاعتي أن أراه. «نعم هو هنا و أستطيع أن أراه». طلب إليّ حينئذ أن أستعلم منه عن بعض الأشخاص. لم يعطني يسوع جواباً، ولكن نظر إليّ. غير أنه، بعد الإعتراف وبينما أنا أتمّم صلاة التعويض، بادرني يسوع بالقول: «إذهبي و عزّيه من قِبَلي». ودون أن أفهم معنى هذه الكلمات، ردّدت عليه للحال ما قاله لي يسوع.
467– طيلة أيام الرياضة كنتُ باتحاد متواصل مع يسوع ودخلتُ معه من كل قوى قلبي، بعلاقة ودّية خالصة.
468– يوم تجديد النذورات، في بدء الذبيحة المقدّسة رأيت يسوع كالمعتاد. باركنا ثم دخل بيت القربان. ثم رأيت أمّ الله مغطاة الرأس ومرتدية لباساً أبيض يعلوه مشلح أزرق. إبتَعدَتْ عن المذبح، أتتْ نحوي، لمستني بيديها وغطّتني بمشلحها قائلة: «قدّمي هذه النذورات من أجل بولونيا. صلّي لأجلها». كان ذاك في الخامس عشر في شهر آب.
طيلة كل محاضرة، كان يسوع جالساً كالمعتاد، إلى المذبح دون أن يقول شيئاً لي. غير أن نظره الحنون إخترق نفسي ولم يعد لديّ أي عذر.
469– في مساء ذلك اليوم شعرتُ في نفسي بتوق عظيم إلى الله. لم أره في هذا الوقت بعينيّ البشريّتين كما كنت أراه في غير مناسبات. غير أنني أتحسّس حضوره دون أن أمسك به [بفكري].هذا ممّا تسبّب لي باشتياق وعذاب أبعد من أن يصفهما كلام. أموت رغبة في أن أمتلكه وأن أستغرق فيه للأبد. إن فكري يطارده بكل إمكاناته، لا شيء في العالم يستطيع أن يقوّيني. أيها الحبّ الإلهي أُدرك الآن كيف أن قلبي كان معك بمودّة وثيقة. فلا شيء أو أحد سواك في السماء وعلى الأرض يمكنه أن يرضيني، يا إلهي، الذي غرقتْ فيه نفسي.
470 – (194) ذات مساء، بينما كنتُ أنظر من حجرتي إلى السماء ورأيت الأفق الجميل المرصّع بالقمر والنجوم، إشتعلت في نفسي نار حبّ لا توصف نحو خالقي. وإذ لم يكن بإستطاعتي أن أتحمّل التوق إليه الذي تأجّج في داخلي، عفّرت وجهي بالأرض مواضعة نفسي في التراب. مجدّته على كل أعماله. ولمّا لم يعُد قلبي يتحمّل كل ما جال فيّ، بكيت بصوتٍ عالٍ. فلامسني حينئذ ملاكي الحارس وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «أمرني الرب أن أقول لكِ أن تنهضي عن الأرض». لم أتجاوب حالاً، ولم أشعر بأيّة تعزيّة في نفسي بل إزداد في داخلي شوقي إلى الله.
471– ذات يوم، وبينما كنت في العبادة، ونفسي تموت شوقاً إليه و لم يعدْ بإستطاعتي حبس دموعي، رأيت روحاً في غاية الجمال وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «لا تبكي يقول الرب». بعد حين، سألته من أنت؟ أجابني: «أنا واحد من الأرواح السبعة الواقفين أمام عرش الله يمجّدونه ليلاً و نهاراً، دون إنقطاع». لم يُلطّف هذا الروح شوقي بل بالعكس زاده تأجّجاً. كان هذا الروح في غاية الجمال ويستمدّ جماله من إتّحاده بالله. لم يغادرني هذا الروح لحظة واحدة بل رافقني في كل مكان.
في اليوم التالي، وقت الذبيحة الإلهية وقبل رفعة القربان بدأ هذا الروح ينشد هذه الكلمات: «قدوس، قدوس، قدوس». كان صوته أشبه بألف صوت، يستحيل وصفه بالكلام، وفجأة إتّحدتْ نفسي بالله ورأيتُ عظمته وقداسته غير المدركة وأدركت في الوقت نفسه حقارة ذاتي.
472– أعرف بوضوح، أكثر من أي وقت مضى، الأقانيم الثلاثة الآب والإبن والروح القدس. أمّا وجودهم ومساواتهم وعظمتهم هي واحدة، وتتّحد روحي بهم ثلاثةً، دون أن أستطيع التعبير بكلمات، رغم أنني أدرك ذلك تماماً. كل من يتّحد بأحد الأقانيم الثلاثة يتّحد بالوقت نفسه في كل الثالوث المقدّس، في وحدته التي لا تتجزّأ. هذه الرؤية، بل هذه المعرفة ملأت نفسي بسعادة فوق كل تصوّر، لأن الله هو في غاية العظمة. لم أرَ بعيني، كالسابق، ما أحاول وصفه، بل بطريقة داخلية محضة، بأسلوب روحي محض، دون إرتباط بالحواس. واستمرّ ذلك إلى نهاية القدّاس. هذا ما يحصل معي غالباً، ليس فقط في الكنيسة، بل أيضاً أثناء الشغل وأوقات أقلّ ما أكون أتوقّعه فيها.
473– لمّا غاب معرّفنا [الأب سوبوكو] إعترفت إلى الأسقف روموالد جلبرزيكوفسكي [Romuald Jalbrzykowski] ولمّا كشفت له عن نفسي تلقّيت هذا الجواب: «يا إبنتي، تسلّحي بصبر كبير، إذا كانت هذه الأشياء من الله فستتحقّق عاجلاً أم آجلاً. إطمئنّي إذاً. أفهمك جيداً يا إبنتي في هذا الموضوع. أمّا بما يتعلّق بمغادرة الجمعيّة والتفكير بجمعيّة أخرى، فلا تتوقّفي على هذه الأفكار ربما يكون ذلك تجربة داخليّة قويّة». بعد هذا الإعتراف، قلت للرب يسوع: «لماذا تأمرني بهذه الأمور ولا تجعلها قابلة التحقيق؟». حينئذ رأيت الرب يسوع، بعد المناولة، في نفس الكنيسة حيث ذهبتُ إلى الإعتراف، كما سبق وظهر لي في الرسم وقال لي: «لا تحزني، سأفهمه الأمور التي طلبتها إليكِ». وبينما نحن نغادر، كان الأسقف منهمكاً جداً، غير أنه طلب إلينا أن نتمهل قليلاً. ولمّا عدنا إلى الكنيسة، سمعتُ هذه الكلمات مجدّداً: «أخبريه عمّا رأيتِ في الكنيسة». في الوقت عينه رجع الأسقف وسألنا عمّا إذا كان لدينا شيء نقوله له. ورغم أنني أُمِرتُ أن أخبره عمّا رأيت لم أستطع إلى ذلك سبيلاً لأنني كنت برفقة الأخوات.
كلمة أخرى سمعتها في الإعتراف المقدّس: «توسّلي من أجل العالم فهذه فكرة عظيمة و جميلة، إنّما إصنعي ذلك في ديرِك».
في اليوم التالي، الجمعة 13 أيلول، 1935
474– عند المساء لمّا كنت في حجرتي، رأيت ملاكاً منفّذ غضب الله. كان مجلبباً بثياب مُبهِرَة ماشياً على الغمام ووجهه يشعّ بالمجد. وانطلقت من الغمام، بين يديه، أسهم رعد وشعاعات برق وتوجّهت من يديه نحو الأرض فقط، لتصعقها.
لمّا رأيت علامة غضب الله هذه على وَشَك أن يضرب الأرض، في مكان محدّد، لا أستطيع تسمّيته لأسباب مُحقّة، رحتُ أتوسل إلى الملاك أن يتمهّل قليلاً فيتوب العالم. لكن لم يكن توسُّلي شيئاً أمام الغضب الإلهي. حينئذ رأيت الثالوث الأقدس. إخترقتني عظمة جلاله ولم أجرؤ أن أكرّر توسّلاتي. في هذا الوقت بالذات، شعرتُ في داخلي بقوّة نعمة يسوع التي تقطن في نفسي. لمّا تنبّهت إلى هذه النعمة خُطفتُ أمام عرش الله. آه! كم هو عظيم وصف هذه العظمة لأننا قريباً سنراه كما هو. وجدتُّ نفسي متوسّلة إلى الله عن العالم بكلمات سمعتها في داخلي.
وبينما أنا أصلّي على هذا الحال، رأيت عجز الملاك: لم يستطع تنفيذ القصاص الذي كان مقرّراً للخطأة – لم يسبق أبداً أن صليت بمثل هذه القوّة الداخليّة.
475– توسّلت إلى الله بهذه الكلمات: «أيها الآب السماوي، أقدّم لك جسد ودم ونفس وألوهيّة إبنك الحبيب، ربنا يسوع المسيح، من أجل خطايانا ومن أجل خطايا كل العالم. فارحمنا، بحقّ آلامه المليئة حزناً».
476– في صباح اليوم التالي لمّا دخلت الكنيسة سمعتُ في داخلي هذه الكلمات: «كل مرّة تدخلين الكنيسة، إتلي فوراً الصلاة التي علّمتُكِ إياها نهار أمس». لمّا تلوت الصلاة سمعت أيضاً في داخلي هذه الكلمات: «هذه الصلاة تساهم في إخماد غضبي. ستصلّينها لمدّة تسعة أيام على حبّات المسبحة بهذا الشكل: أولاً تصلّين “الأبانا” و”السلام” و”فعل الإيمان” مرّة واحدة، ثمّ على حبّات “الأبانا” تقولين الكلمات التالية: “أيها الآب الأزلي، أقدّم لك جسد ودمّ ونفس وألوهيّة إبنك الوحيد، ربنا يسوع المسيح تكفيراً عن خطايانا وعن خطايا كل العالم”، وعلى حبّات “السلام” تقولين الكلمات التالية: “بحق آلامه المليئة أحزاناً، إرحمنا وارحم العالم كلّه “. وفي الختام تقولين هذه الكلمات ثلاث مرّات: “قدّوس أنت يا الله، قدّوس أنت أيها القويّ، قدّوس يا من لا يموت، إرحمنا وارحم العالم كلّه».
477– السكوت هو بمثابة السيف في المعركة الروحيّة. إن النفس الثرثارة لن تبلغ أبداً إلى الأبديّة. إن سيف الصمت يقطع كل ما من شأنه أن يتعلّق بالنفس. نحن شديدو التأثّر بالكلمات ونريد أن نجيب حالاً دون أن نأخذ بعين الإعتبار إذا كانت إرادة الله هي أن نتكلّم أو نصمت. إن النفس الصامتة القويّة، لن تلحق بها الشدائد أذى إن هي حافظت على صمتها. إن النفس الصامتة هي قادرة أن تبلغ إلى الإتّحاد الأكثر قرباً إلى الله. تكاد تعيش دائماً في إلهامات الروح القدس. يعمل الله في النفس الصامتة دون عائق.
478– يا يسوع، أنت تعرف، أنت وحدك تعرف جيداً أن قلبي لا يعرف حباً غير حبّك. كلّ حبّي العذري يستغرق فيك إلى الأبد، يا يسوع! أتحسّسُ بإرهاف كيف أن دمك يسيل في قلبي. ليس لديّ أقلّ شك أن حبّك الطاهر قد دخل قلبي مع دمك الكلّي القداسة. إنني ادرك أنك تسكن فيّ مع أبيك وروحك القدّوس، أو بالأحرى إنني أدرك أنني أعيش فيك، أنت الإله الذي لا يُدرك. إنني أدرك أنني أذوب فيك مثل نقطة ماء في المحيط. إنني أدرك أنك أنت في داخلي وفي كلّ ما يتعلّق بي، أنت في كل ما يُحيط بي وفي كل ما يحلّ بي. يا إلهي! لقد توصّلتُ أن أعرف أنك في قلبي وأنني أحببتك فوق كل الكائنات على الأرض وفي السماء. إن لقلبينا تفاهماً متبادلاً ولا كائن بشري يستوعب ذلك.
479– في إعترافي الثاني للأسقف جلبرزيكوفسكي سمعتُ: «إعلمي، يا إبنتي، إذا كانت تلك إرادة الله، فستتحقّق عاجلاً أم آجلاً لأن إرادة الله ستتمّم. حبّي الله في قلبك، ليكن لديكِ…». (جملة غير مكتملة).
480– 29 أيلول عيد مار ميخائيل رئيس الملائكة: لقد إتّحدتُّ في داخلي مع الله. لقد خالجني حضوره إلى عمق أعماقي وملأني سلاماً وفرحاً وعجباً. بعد مثل هذه الأوقات في الصلاة إمتلأت قوّة وشجاعة فائقة لأتألّم وأجاهد. لا شيء يخيفني، حتى ولو وقف العالم كلّه ضدّي. كل الشدائد لا تلامس إلّا الظاهر وليس لها ممرّ إلى الأعماق لأن الله، الذي يقويني ويملأني، يسكن فيّ. كلّ فخاخ العدو تتحطّم على أقدامه. في أوقات الإتّحاد تلك، يسندني الله بقوّته. تمرّ قدرته فيّ وتجعلني قادرة أن أحبّه. لن تبلغ أبداً النفس إلى هذه الحالة بفضل جهدها فقط. في بدء هذه النعمة الداخلية إمتلأتُ رعباً وكِدّتُ أستسلم، ولكن سرعان ما جعلني الرب أدرك عدم رضاه. إنما هو أيضاً، هو عينه، بدّد كل مخاوفي.
481– كل عيد تقريباً من أعياد الكنيسة يعطيني نعمة خاصة ويزيد معرفتي بالله عمقاً. لذلك أتحضّر لكل عيد واتّحد جيداً بروح الكنيسة. يا له من فرح أن نكون أبناءً مخلصين للكنيسة! آه! كم أحبّ الكنيسة وكل الذين يعيشون فيها. أقدّرهم كأعضاء حيّة للمسيح الذي هو رأسها. أتحرّق حبّاً مع الذين يحبّونها وأتألّم مع الذين يتألّمون. يعتريني الحزن لرؤية اللامبالين وناكري الجميل، لذا أحاول ان أضاعف حبّي لله كي أعوّض عن الذين لا يحبّونه، من أجل الذين يُقيتون مخلّصهم بأسوأ مظاهر الجحود.
482– يا إلهي، إنني أدرك رسالتي في الكنيسة المقدّسة. إن سعيي المتواصل هو أن أطلب الرحمة من أجل العالم. أوطّد إتحادي بيسوع وأقف أمامه كذبيحة تكفير عن العالم. لا يرفض الله لي شيئاً عندما أضرع إليه بصوت ابنه. إن ذبيحتي هي كلا شيء بحدّ ذاتها ولكن عندما أضمّها إلى ذبيحة يسوع المسيح تتقوّى وتستطيع أن تهدّئ الغضب الإلهي، يحبّنا الله بابنه. إن آلام إبن الله المبرّحة تضع دائماً على حدّة غضب الله.
483– إلهي، أتوق أن تتعرّف إليك النفوس وأن ترى انك خلقتها من فيض محبّتك التي لا تُدرك. يا خالقي وسيدي، أشعر وكأنني سأزيح ستار السماء كي يتبدّد شكُّ الأرض بجودتك.
484– إجعل منّي، يا يسوع، ذبيحة طاهرة ومرضيّة امام وجه أبيك، يا يسوع، حوّلني أنا الحقيرة الخاطئة، إلى ذاتك أنت (لأنك قادر على كل شيء) وقدّمني إلى والدك الأزلي. أريد أن أصبح قربان ذبيحة امامك ولكن برشانة عادية أمام البشر. أريد أن تعرف أنت وحدك عطر ذبيحتي. يا إلهي الأزلي، تشتعل، في داخلي، نار تضرّع لا تطفأ، لرحمتك. أفهم وأدرك أن هذه هي مهمّتي هنا وفي الأبديّة. أنت بذاتك طلبتُ إليّ أن أتحدّث عن جودتك وعظم رحمتك.
أدرك أحياناً كم يستاء الله من عمل، محمود ربّما، ولكن لم يوسم بطابع النيّة الصافية، هكذا عمل يدفع الله إلى ان يعاقب بدل أن يكافئ. حبّذا لو تتضاءل مثل هذه الأعمال في حياتنا، إلى أدنى حدّ ممكن. وبالحقيقة يجب أن لا توجد ابداً في الحياة الرهبانيّة.
485– أتقبّل الفرح أو الألم، التقدير أو التحقير بنفس الإستعدادات، وأذكر أن كلاهما زائلان. ما همّني ماذا يقول الناس عنّي. لقد تخلّيت من زمن بعيد عن كل ما يتعلّق بشخصي. أُدعى قربانة أو ذبيحة، ليس بالكلام إنما بالأفعال، وذلك بإفراغ ذاتي وبتشبّهي بك على الصليب، يا معلّمي، يا يسوع الصالح.
486- يا يسوع عندما تأتي في المناولة المقدّسة، أنت الذي مع الآب والروح القدس، تنازلت لتسكن في سماء قلبي الصغيرة، أحاول أن أرافقك طيلة النهار ولا أتركك وحدك ولو لبرهة واحدة. رغم أنني برفقة أناس آخرين أو مع فتياتنا، يبقى قلبي دائماً متحداً به. لمّا أنام أقدّم له كل دقّة من دقّات قلبي. لمّا أستفيق أستغرق به دون أن أتلفّظ بكلمة واحدة. لمّا أكون في اليقظة، أعبد الثالوث الأقدس لوقت قصير وأشكر الله لأنه تنازل وأعطاني يوماً آخر، لأن سرّ تجسّد إبنه تجدّد فيّ مرّة أخرى ولأن آلامه المليئة حزناً عادت وانكشفت أمام عينيّ. أحاول أن أسهّل مروره من خلالي إلى الآخرين. أذهب إلى أي مكان مع يسوع. يرافقني حضوره حيثما أكون.
487– في غمرة آلام النفس والجسد، أحاول أن أصمت، فتسترجع روحي القوّة المتدفّقة من آلام يسوع: أحتفظ أمام عيني بوجهه الكئيب والممزّق والمشوّه، كما أحتفظ بقلبه الإلهي الذي طعنته الخطايا لا سيّما جحود النفوس المختارة.
488– لقد نُصِحتُ مرّتين أن اتحضّر لآلام تنتظرني في وارسو. أعطاني اوّل تنبيه صوت سمعته في داخلي، وتلقيت ثاني تنبيه وقت الذبيحة الإلهيّة. قبل رفعة القربان رأيت الرب يسوع على الصليب وقال لي: «إستعدّي لمزيد من الآلام». شكرت الرب على نعمة التنبيه هذه وقلت له: «بالحقيقة لن أتعذّب أكثر منك يا مخلّصي». ومع ذلك أخذت الأمر بجديّة وبدأت أتقوّى بالصلاة والإماتات الصغيرة حتى اتمكّن من تحمّل عذابات اكثر قساوة عندما تأتيني.