الدفتر الأول

33- يسوع يكشف عن نفسه لفوستينا في البرشانة المقدّسة مظهراً حبّه لها

158-  لمّا كنتُ في كياركز (Kierkerz) 1930 لأحلّ محل إحدى الأخوات لمدّة قصيرة، إجتزت مرّة عند المساء البستان وتوقّفت على شاطئ البحيرة. وقفتُ هناك وقتًا طويلًا. أتأمّل بما حولي. رأيت فجأة الرب يسوع قريبًا منّي وقال لي بلطف: «لقد خلقت كل ذلك لك يا عروستي واعلمي أن كل هذا الجمال لا يضاهي الجمال الذي أعددته لك في الأبدية». غمرت نفسي تعزية فائقة وبقيتُ حتى المساء وكأنني قضيت فقط برهة قصيرة من الزمن.
كان ذلك يومِي الحُرّ المخصّص للقيام برياضة روحية،
وكنت حرّة أن أنصرف فيه للصلاة. آه، كم يلاحقنا الله الكلّي الجودة، بجودته. وغالبًا ما يحدث أن الله يهبنا نعمه الوافرة وقت لا ننتظرها.

 

159-  أيتها القربانة المباركة السجينة في كأسٍ ذهبيّة لأجلي.
لا أستطيع أن أعبر صحراء المنفى الشاسعة، طاهرة، نقية بدون عيب.
آه هبيني أن أستطيع إلى ذلك سبيلًا بفضل قوة محبتكِ.
أيتها القربانة المباركة، إجعلي مقرّكِ داخل نفسي.
أنت حبُّ قلبي الأكثر طهارة.
يضمحل الظلام أمام نوركِ،
ولا تحرمي قلبي المتواضع من نعمتك.
أيتها القربانة المقدّسة، فرح كل السّماء،
رغم أن جمالك هو مستتر وسجين في كسرة خبز
إن إيمان الدموع يمزّق عنها الستار.

 

160-  صدف ان يوم الصليب المحدّد في الخامس من الشهر، وقع في يوم أول جمعة منه. هو يوم مكرّس للعبادة أمام الرب يسوع. كان من واجبي أن أعوّض للرب عن كل الإهانات وعن كل عمل يقلّل من الاحترام وأن أصلّي، في ذاك اليوم كي لا يُرتكبُ فعل تدنيس. التهب قلبي يومذاك بمحبّة خاصّة لسرّ الإفخارستيا وكأنني تحوّلت إلى شعلة نار. اقتربتُ لأقبل المناولة المقدّسة، وقعتْ برشانة في كُمّ قميص الكاهن دون أن يدري، ولم أعلم أية برشانة أقبل. ولمّا تردّدت فَقَد الكاهن صبره وأشار إليّ بحركة من يده أنّه عليّ أن أسرع فأتناول. لمّا قبلتُ البرشانة التي قدّمها لي، وقعت البرشانة الثانية في يدي. وتابع الكاهن توزيع المناولة على طول الصف قرب المذبح. وحافظت على البرشانة في يدي طيلة هذا الوقت. لمّا اقترب منّي الكاهن مرّة ثانية رفعتُ البرشانة لأضعها في الكأس، لأنني لمّا اقتبلت البرشانة لم أستطع الكلام قبل أن أبلعها. ولذا لم أتمكّن أن أفيده أن برشانة ثانية قد وقعت. وبينما كنت أمسك البرشانة  بيدي شعرتُ بقوّة محبة تسيطر عليّ طيلة النهار، فلم أتمكّن لا من الأكل ولا من استرجاع حواسي. سمعت هذه الكلمات من البرشانة: «أشتهي أن أبقى في يديك أيضًا وليس فقط في قلبك». ورأيت يسوع في هذه اللحظة. غير أنني لم أعُدْ أرى سوى البرشانة، لمّا اقترب مني الكاهن مرّة ثانية.

 

161- يا مريم، يا عذراء طاهرة،
يا إناء بلور نقيّ لقلبي
أنت قوّتي! يا مرساة متينة،
انت درع القلب الضعيف وحمايته.
يا مريم أنت طاهرة بطهارة لا مثيل لها،
أنت عذراء وأمٌ معًا.
أنت جميلة كالشمس دون عيب.
إن نفسك هي لا مثيل لها.
إن جمالك أبهج عين القدوس الثالوث الواحد.
لقد نزل من السماء تاركًا عرشه الإلهيّ
وأخذ جسدًا ودمًا من قلبك
واختفى تسعة أشهر في قلب عذراء.
أيتها الأمّ العذراء أنقى من كل الزنابق.
كان قلبك بيت القربان الأوّل لابنك على الأرض.
لقد رُفعتِ فوق أجواق الملائكة وكل القديسين،
فقط لأن لا تواضع يوازي عمق تواضعك.
يا مريم أمي الحنونة
إنني أقدم لك نفسي وجسمي وقلبي الفقير
كوني حارسة حياتي.
لا سيما في ساعة الموت، في النزاع الأخير.

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق