الدفتر الثاني

71- يسوع: أجِدُ لذّتي لا في الأبنية الشاسعة والعمارات الفخمة ولكن في القلب الطاهر والمتواضع

522- سأتغنّى برحمة الرب إلى الأبد.
سأتغنّى بها أمام كل الشعوب.
لأنها من أكبر صفات الله
وهي آية لنا لا تنتهي.

تنبَجِسين من الثالوث الإلهي،
ولكن من حشا واحد ملؤه الحب.
ستظهر بملئها رحمة الرب في النفس
عندما يسقط القناع.

تتدفّق كل سعادة وحياة
من نبع رحمتك يا رب.
هكذا ترنّم بنشوة كل الخلائق ويرنّم كل الخلق
ترنيمة الرحمة.
لقد فُتحت لنا أحشاء رحمة الله
من خلال حياة يسوع الممدّد على الصليب،
فلا تشكّ ولا تيأس أيها الخاطئ.
ولكن ثِق بالرحمة لأنّك تستطيع أن تتقدّس أنت أيضاً.

لقد تدفّق من قلب يسوع
جدولان بشكل أشعة،
لا من أجل الملائكة أو الكاروبيم أو الشاروبيم،
ولكن من أجل خلاص الإنسان الخاطئ.

ي. م. ي.

523- يا إرادة الله كوني حبّي. يا يسوع أنت تعلم أنه، لو عاد الأمر لي، لما كتبتُ حرفاً واحداً، إنّما أكتبُ فقط بسبب أمر واضح للطاعة المقدسة.

الله والنفوس
الأخت ماري فوستينا القربان الأقدس

524- يا يسوع، الإله الخفيّ
إن قلبي يدركك
رغم أنّ القناع يسترك

ي. م. ي.
فيلنيوس في 24 تشرين الأول 1935

ليتبارك الله

525- أيها الثالوث القدّوس، حيث تكمن حياة الله الداخليّة الآب والابن والروح القدس، السعادة الدائمة عمق الحب الذي لا يُسبَر، المتدفق على الخلائق فيوطّد سعادتها، الإكرام والمجد لاسمك القدّوس إلى أبد الآبدين أمين. لمّا أتأمل بعظمتك وجمالك، يا إلهي، أطفح فرحاً لأن الله الذي أخدمه هو عظيم. أنفّذ إرادته بحبّ وفرح ويزداد حبي له بقدر ما تتعمّق معرفتي به.إنني أتحرّق توقاً أن أحبّه أكثر فأكثر.

 

526- يوم الرابع عشر. هذا الخميس لمّا كنتُ في العبادة الليلية، لم أستطع أن أصلّي في بادئ الأمر. غمرني شيء من الجفاف. لم أستطع التأمل بآلام يسوع المحزنة. خرّيت ساجدة وقدّمت آلام الرب يسوع الكليّة كآبة إلى الآب السماوي، تكفيراً عن خطايا كل العالم. لمّا وفقتُ بعد الصلاة، مشيتُ نحو مسجدي، فجأة رأيتُ يسوع بقربه. ظهر يسوع كما كان وقت الجلد. كان يحمل على يديه رداءً أبيض ألبسني إياه، وزنّارا حزمني به، وغطّاني بمشلح أحمر شبيه بالذي كان يلبسه طوال آلامه، وبقناع بذات اللون وقال لي: «هكذا سترتدين مع رفيقاتك. إنّ حياتي من الولادة حتى الصليب ستكون نموذجاً لكِ. لكن حدّقي بي وعيشي حسب ما ترين. أريد أن تلِجي روحي بعمق وتفهمي أنني وديع ومتواضع القلب».

 

527- في إحدى المناسبات، شعرتُ بحاجة إلى الكدّ في العمل وإلى إتمام ما يأمرني به الله. دخلتُ الكنيسة لوقت قصير وسمعتُ صوتاً في نفسي يقول: «لماذا تخافين؟ أتظنّين أنّ ليس لديّ من المقدرة لأقوّيك». في هذا الوقت شعرتُ بقوة خارقة العادة وبدت لي كل الصعوبات التي قد تعتريني لتنفيذ إرادة الله، كلا شيء.

 

528- يوم الجمعة طوال القداس بينما كانت سعادة الله تغمرني، سمعت هذه الكلمات في نفسي: «لقد عبَرَت رحمتي إلى النفوس من خلال قلب يسوع الإلهي والبشري كشعاع الشمس يمرّ من خلال البلّور». شعرتُ في قلبي وفهمت أنّ كل اقتراب من الله يتمّ بيسوع وفيه ومن خلاله.

 

529- في مساء اليوم الأخير 15 تشرين الثاني من التساعية في أوسترا براما، بعد إنشاد الطلبة، عرض أحد الكهنة القربان المقدس في الحِقّ لمّا وضعه على المذبح. رأيتُ فوراً الطفل يسوع باسطاً يديه الصغيرتين، نحو أمّه أوّلا، التي ظهرت آنذاك بمظهرٍ مُنعش. ولمّا كانت أم الله تتحدّث معي، بسط يسوع يديه الصغيرتين نحو الجمعيّة. كانت العذراء القديسة تقول لي أن أقبل دون جدل كطفلة صغيرة، كل ما يطلبه إليّ الله وإلاّ، لا يرتضي الله بما أعمل. في هذه اللحظة، اختفى الطفل يسوع وعادت أمّ الله جامدة وأصبحت صورتها كما كانت سابقاً. لكنّ نفسي امتلأت سعادة وفرحاً وقلت للرب: «تصرّف معي كما تشاء، أنا مستعدّة لكل شيء، أما أنت، يا سيدي، ينبغي أن لا تتركني أبداً ولو لبرهة وجيزة».

ي. م. ي.
لمجد الثالوث الأقدس

530- طلبتُ إلى الأمّ الرئيسة أن تأذن لي بالصوم لمدّة أربعين يوماً، آكل في النهار فقط قطعة خبز، وأشرب كأس ماء. إنّما، عملاً بنصيحة معرّفي ]الأب سوبوكو[ لم توافق الأم الرئيسة على أربعين يوماً، بل فقط على سبعة أيام: «لا أستطيع أن أُبعِدَكِ تماماً عن واجباتك يا أختي، لأن بقيّة الراهبات قد يلاحظن شيئاً ما. أسمحُ لك أن تكرّسي ذاتك للصلاة وأن تدوّني بعضاً من تلك الأشياء، ولكن يصعب عليّ أن أحميكِ فيما يخصّ الصوم، بالواقع أستطيع أن أفكّر بحلّ آخر». ثم قالت: «اذهبي الآن يا أختي، وربما سأفكّر بذلك». في صباح الأحد، عرفتُ أنّ الأم الرئيسة عيّنتني بوّابة وقت الطعام، قصد أن تعطيني مناسبة للصوم. لم أذهب في الصباح إلى الترويقة ولكن بعد قليل قصدتُ الأمّ الرئيسة وسألتها عمّا إذا قد عيّنتني بوّابة لتمكّنني من الصوم دون أن يُكتشف أمري. أجابت الأم: «هذا ما فكّرت به، لمّا عيّنتك، يا أختي». رأيتُ عندئذ أنها فكّرت بما سبق وجال في خاطري.

 

531- الأحد في 24 تشرين الأول 1935. اليوم الأول. ذهبتُ فوراً أمام القربان المقدس وقدّمت ذاتي ليسوع، في القربان الأقدس، إلى الآب الأزلي: حينئذ سمعتُ هذه الكلمات في نفسي. «إنّ هدفك وهدف رفيقاتك هو أن تتّحدْنَ معي اتحاداً أكثر ما يمكن أن يكون وثيقاً. ستصالحين السماء والأرض من خلال الحب. ستخفّفين غضب الله وتطلبين الرحمة من أجل العالم. أضع تحت عنايتك جوهرتين ثمينتين على قلبي: أعني نفوس الكهنة ونفوس الرهبان والراهبات. ستخصّينهم بصلاتك. وستأتي قوّتهم من ضعفك. ستضمّين الصلوات والصوم والإماتات والتعب وكل الآلام إلى صلاتي وحدي وإماتتي وتعبي وآلامي، حينئذ يتقوّون أمام أبي».

 

532- رأيتُ الرب يسوع بعد المناولة وقال لي هذه الكلمات: «أدخلي اليوم في روح فقري ورتّبي كل شيء بشكل يُزيل أسباب الحسد منكِ عند أكثر الناس تعاسة. أجِدُ لذّتي لا في الأبنية الشاسعة والعمارات الفخمة ولكن في القلب الطاهر والمتواضع».

 

533- لما كنتُ وحدي، رحت أفكّر بروح الفقر. رأيت بوضوح أنّ يسوع، رغم أنه سيد كل شيء، لم يملك شيئاً. من مزود مستعار، أمضى حياته يصنع الخير للجميع، بينما لم يكن له مكان يسند فيه رأسه. رأيتُ على الصليب قمّة فقره، لم يكن عليه حتى قميص. يا يسوع من خلال نذري الاحتفالي للفقر أريد أن أكون مثلك. سيكون الفقر أمّي. كما ينبغي أن لا نملك شيئاً خارجياً ولا أن نقتني شيئاً نتصرّف به، كذلك، داخلياً، ينبغي أن لا نشتهي شيئاً. كم هو عظيم فقرك في القربان الأقدس! هل من إنسان عانى أبداً من الإهمال كا عانيتَ أنتَ على الصليب؟

 

534- الطهارة. لا حاجة للشرح أن هذا النذر يمنع كل الأشياء التي تحرّمها الوصيتان السادسة والتاسعة: أعمال، أفكار، كلمات، شعور. أُدركُ أنّ النذر الاحتفالي يختلف عن النذر البسيط. أفهمُ ذلك مع كل مضامينه. بينما كنتُ أفكّر بذلك سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «أنتِ عروستي إلى الأبد، ينبغي أن تكون طهارتك أكثر نقاءً من طهارة الملائكة. لأنني لم أدعُ أي ملاك لمثل هذه المودّة التي دعوتك إليها. إنّ لأصغر أعمال عروستي، قيمة لا متناهية للنفس الطاهرة، لا تُدرك أمام الله».

 

535- الطاعة. «جئتُ لأصنع إرادة أبي، أطعتُ والدي، أطعتُ جلاّديَّ واليوم أُطيعُ الكنيسة». أفهم يا يسوع روحَ الطاعة وفي أي شيء تكمُن. لا تقتصر فقط على القيام بعمل خارجيّ بل تشمل أيضاً العقل والإرادة والرأي. نطيع الله بطاعتنا إلى رئيساتنا. لا فرق إن أصْدَرَ الأوامر، ملاكٌ أو إنسان طالما هو يتصرف باسم الله. يجب أن أُطيع دائماً. لن أكتب كثيراً حول النذورات فهي واضحة وصريحة. أفضّل أن أدوّن بعض الأفكار العامة حول الجمعية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق